يرى رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، بأنّ الجزائر لها دور مفصلي ومحوري في حل الصراع الليبي، واصفا الجزائر بالثقل العربي الوحيد القادر على إعادة التوازن في الملف الليبي. وفي حوار لـ “الشعب“ اعتبر المشري أنّ التغيرات التي أقدمت عليها حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج مؤخرا، والتي مسّت مناصب حساسة على غرار وزارتي الداخلية والدفاع بتجسيد الصورة الحقيقية لممارسة الديمقراطية وتطبيق القانون، وأنه لا أحد فوق القانون مهما كانت صفته.
الشعب: هل تعتقد أنّ وقف إطلاق النّار خطوة إيجابية نحو وضع خريطة طريق في انفراج الأزمة؟ وهل سيثبَّت؟
رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا: نحن نرحّب بوقف إطلاق النار إذا ما كانت هناك نية صادقة من الطرف الآخر بوقف إطلاق النار، وهذا ما يتنافى مع ما يحدث على أرض الواقع بدليل تسجيل عدة خروقات من قبل الجانب الآخر في الفترة الأخيرة.
كيف تفسّر خروج الآلاف من المتظاهرين إلى الشّارع احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية أيام من اتّفاق وقف إطلاق النّار؟
التظاهر هو حق مشروع للتعبير عن الرأي، وعلى الحكومة الاستماع لهذه الأصوات والاستجابة لها، وعلى المتظاهرين احترام الأملاك الخاصة والعامة وعدم السماح للمندسين باستغلال المظاهرات وتحريفها عن مسارها، وعلى وزارة الداخلية حماية المتظاهرين والتحقيق فيما حدث من اختراقات مهما كانت الظروف التي تمر بها الحكومة.
رئيس حكومة الوفاق الوطني دعا لانتخابات برلمانية ورئاسية في مارس المقبل، ما موقفكم؟
الكثير من الأصوات تنادي بالاستفتاء على الدستور، ولكن الوضع الأمني حاليا لا يسمح بإجراء أي عملية انتخابية، وكذلك شعور بعض الأطراف بأن هذا الدستور لا يمثلهم يمنع عملية الاستفتاء، إضافة لمن سيعرقل العملية الدستورية لمصالح شخصية أو حزبية.
الرّئيس تبون جدّد مؤخّرا تأكيده وقوف الجزائر إلى جانب الشّعب الليبي، كيف تقيّمون الموقف الجزائري؟
الشّعب الليبي لا يمكنه نكران ما تقوم به الجزائر من جهود سياسية لحل الأزمة الليبية، ونحن نرى في الدور الجزائري دور مفصلي ومحوري في حل الصراع الليبي، ونسعى لأن يكون للجزائر دور أكبر لمساعدتنا.
هناك تنافس بين دول المغرب العربي على غرار الجزائر لاستضافة المحادثات الليبية، ماذا تقترحون؟
نحن على استعداد للحوار في أي مكان على هذا الكوكب إذا ما كانت هناك نية صادقة للحوار من باقي الأطراف والجزائر هي ليبيا وليبيا هي الجزائر.
حكومة الوفاق الوطني أجرت مؤخّرا عدّة تغييرات مسّت مناصب حسّاسة على مستوى الحكومة، هل من تعليق؟
نعتقد بأنّ حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج تسير بالاتجاه الصحيح لتصحيح مسار عمل الوزارات وهي صورة حقيقة لممارسة الديمقراطية وتطبيق القانون، وأنه لا أحد فوق القانون مهما كانت صفته.
رسالة تريدون توجيهها إلى الرّأي العام والأمّة العربية على وجه الخصوص؟
نحن نرحّب بكل دولة تريد أن تساعدنا وتعمل لصالح الشعب الليبي، وأنّنا ضد كل من يريد المساس بسيادة بلادنا كمصر والإمارات، هذا بالنسبة لرسالتي للدول العربية، أما رسالتي للرأي العام هي أنه على الجميع أن يعلم ويعرف أن الوضع في ليبيا لن يستمر كما هو عليه إلى الأبد، وأنّه بجهود الخيّرين من أبناء ليبيا سنخرج إلى برّ الأمان، وأنه يجب أن نمد يد العون لبعضنا، ويكفينا مزايدات وأن نعمل على هدف واحد وهو إنقاذ البلاد ممّا هي فيه.