يُرتقب أن تنطلق “في القريب” ورشات أشغال إنجاز شطر من مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين ولايتي الأغواط وغرداية على مسافة 265 كلم، حسب ما علم اليوم الثلاثاء لدى مديرية الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية.
وفي هذا الصدد، أوضح المكلف بمتابعة المشاريع بمديرية القطاع، محمد لمين غريقة، لوأج، أن “المشروع، الذي تبلغ تكلفته 186 مليار دج، سيتم إطلاق أشغاله فور استكمال دراسات الجدوى ونزع الملكية للمنفعة العمومية والتعويض”.
وقد عُقد، مؤخرًا، بمقر الولاية اجتماع تنسيقي بين مختلف الخبراء والجهات المعنية بهذا المشروع، بما في ذلك الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة تنفيذ الاستثمارات في السكة الحديدية (أنسريف)، ووزارتا الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية والمالية، بإشراف والي الولاية، عبد الله أبي نوار، بهدف التحضير لإطلاق الأشغال.
ويُعد هذا الخط للسكة الحديدية، وهو خط أحادي المسار، من المشاريع المهيكلة، ويهدف إلى فك العزلة عن عديد المدن بجنوب البلاد، كما جرى شرحه.
ووفقًا لمحتوى المشروع، من المقرر إنشاء خمس محطات لنقل المسافرين والبضائع، اثنتان في ولاية الأغواط (بليل وحاسي الرمل)، وثلاث في ولاية غرداية (بريان، وواد نشو، والمكان المسمى فوينس متليلي).
وأوضح السيد غريقة أن خط السكك الحديدية الكهربائي الجديد، الذي تسير فيه القطارات على مسافة 220 كلم، بقاطرات الركاب والمجهز بنظام اتصالات (جي – إم – إس – إر)، المدعوم بالألياف البصرية، سيشكل بداية عصر جديد للنقل ضمن الشبكة الوطنية للسكك الحديدية، وسيسمح بتطوير النشاط السياحي في المناطق الجنوبية من البلاد.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الخط انعكاسات اقتصادية هامة، خاصة فيما يتعلق بنقل البضائع، لا سيما منتجات الطاقة (الوقود)، والحبوب، والمنتجات الزراعية الواسعة الاستهلاك.
وأضاف أنه سيعود بالنفع أيضًا على المناطق الصناعية التي توجد في طور الإنجاز، وسيرفع من جاذبية المستثمرين للمساهمة في تنشيط النسيج الاقتصادي بالجنوب، فضلًا عن استحداث آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة أثناء مراحل الأشغال، ومئات مناصب الشغل الدائمة لدى دخوله حيز الاستغلال.
كما أكد المكلف بمتابعة المشروع أيضًا أن دراسة مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين ولايتي غرداية والمنيعة قد أوشكت على الانتهاء، مشيرًا إلى أن المسارات تم إعدادها بالتشاور بين مختلف الشركاء التقنيين، وكذلك المجتمع المدني والمنتخبين المحليين للبلديات المعنية بهذا المشروع.
وأكد السيد غريقة أن هذه المشاريع تؤكد اهتمام السلطات العمومية بتدعيم النقل بالسكة الحديدية، باعتباره عاملًا أساسيًا للتنمية المحلية، وترقية الأنشطة الاقتصادية، ورفاهية السكان.