أطلقت وزارة الصناعة برنامج “نجاحي”، الساعي إلى تمكين المؤسسات الجزائرية من تطوير محافظ أصولها الفكرية وتحويلها إلى أداة لتعزيز النمو والتوسع، ما يسهم في خلق بيئة اقتصادية أكثر تنافسية وابتكارًا.
️ وجرى الاعلان عن البرنامج من وزير الصناعة، سيفي غريب، هذا الثلاثاء بقصر الثقافة، أثناء مراسم اختتام الطبعة الأولى من برنامج الحاضنة “مبادرة آرت”، المنظم بالشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والمدرسة العليا الجزائرية للأعمال (ESAA).
وحضر الفعالية كل من وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، نور الدين واضح، إلى جانب ممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية، وعدد من الخبراء في مجال الملكية الفكرية ورواد الأعمال.
ويهدف البرنامج الوطني لتعزيز الابتكار والتنافسية “نجاحي” الذي سيمتد لمدة ستة أشهر، إلى دعم 15 مؤسسة صغيرة ومتوسطة مبتكرة تم اختيارها من بين 50 شركة مرشحة، تتم مرافقتها في صياغة استراتيجيات فعالة للملكية الفكرية، تتماشى مع خططها التجارية، ما يضمن حماية أصولها غير المادية وتعزيز تنافسيتها في السوقين الوطني والدولي.
وفي كلمته خلال حفل الإطلاق، أكد وزير الصناعة، أن برنامج “نجاحي” يعكس التزام الجزائر بتطوير اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مشيرًا إلى أن حماية الملكية الفكرية أصبحت عنصرًا حاسمًا في تعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
️ وأضاف الوزير أن السياق الدولي الحالي الذي يتسم بتطور علمي وتكنولوجي متسارع، يتطلب من الدول تبني سياسات متقدمة في مجال الابتكار والملكية الفكرية لضمان حماية الأصول غير المادية وتعزيز الاستثمار، ومن خلال برنامج “نجاحي”، يرتكز الطموح على تمكين المؤسسات الجزائرية من استخدام الملكية الفكرية كأداة استراتيجية لدخول الأسواق العالمية، وزيادة قيمتها الاقتصادية، وجذب الشراكات الدولية.
كما أشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع مختلف الفاعلين، على تعزيز التواصل بين المبتكرين ورواد الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين، من خلال إطلاق منصات تفاعلية وبرامج تدريبية متخصصة، من بينها شبكة دعم التكنولوجيا والابتكار (CATI)، التي تضم أكثر من 132 مركزًا موزعًا عبر الجامعات، مراكز البحث، وحاضنات الأعمال.
وأكد سيفي غريب، في سياق حديثه، على أن قطاع الصناعة يولي أهمية خاصة لتعزيز الملكية الفكرية كدعامة أساسية للاقتصاد الوطني، من خلال إدماجها في مختلف المبادرات والبرامج، مثل الصالون الوطني للابتكار الذي ينظم سنويًا، ويشهد تتويج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأكثر ابتكارًا، إلى جانب منح جائزة أحسن اختراع.
وفي هذا الإطار، كشف الوزير عن تقدم أشغال إعداد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، التي يشرف عليها القطاع بالتعاون مع مختلف الدوائر الوزارية والهيئات الفاعلة، والتي تهدف إلى وضع إطار متكامل لحماية الابتكار وتثمينه داخل المؤسسات الجزائرية.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن “الجزائر حريصة على الاستفادة من الأدوات المتاحة عبر مشاريع وبرامج التعاون الدولي، لتعزيز الابتكار وتطوير نظم الملكية الفكرية بما يتماشى مع المعايير العالمية، مشددًا على أن برامج مثل “نجاحي” تشكل لبنة أساسية في دعم المؤسسات الناشئة والمبتكرة لتحقيق نمو مستدام.”
️ للإشارة، يشرف على تنفيذ برنامج “نجاحي” كل من المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية (INAPI)، بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، وبالشراكة مع وكالة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الابتكار (ADPIPME).