أبرز متدخلون في منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، بعنوان:” الدبلوماسية الثورية من مؤتمر باندونغ إلى اروقة الأمم المتحدة”، اليوم الاربعاء، دور مؤتمر باندونغ في التعريف بالقضية الجزائرية وتحقيق تقرير المصير.
أكدت سكرتير اول بسفارة اندونسيا بالجزائر شقاء عمور، ان المؤتمر الافرو-اسيوي، في 1955 يعتبر انطلاق للعلاقة التاريخية بين الجزائر واندونسيا، التي تبقى قوية وممتازة حتى اللحظة.
واشارت ممثلة اندونسيا، إلى ان بلادها تعرضت لضغوط من أجل إلغاء دعوة وفد جبهة التحرير الوطني لحضور المؤتمر، لكنها لم ترضخ واصرت على حضور ممثلي قادة الثورة، ونجحت بمعية دول أخرى في ادراج القضية الجزائرية والمساعدة في تحقيق استقلال الجزائر.
واوضحت المتحدثة ان هذا المؤتمر جاء في سياق دولي، حيث تمكنت اندونسيا من حل العديد من القضايا الدولية واشراك دول الجنوب في حل مشاكلها، ونجح المؤتمر في تشجيع الكثير من الدول المستعمرة من أجل نيل حريتها.
علاقات تاريخية عميقة
وابرزت المتحدثة، ان العلاقات بين الجزائر وإندونيسيا تطورت من خلال العلاقات الثنائية او عن طريق منظمة عدم الانحياز، وذكرت بزيارة وزيرة الخارجية الاندونسية للجزائر في ديسمبر 2023، لتقوية علاقات التعاون.
واشادت السيدة عمور، بدور الجزائر الرائد كعضو دائم في مجلس الامن للأمم المتحدة في الدفاع عن القضايا العادلة وعلى راسها القضية الفلسطينية ودول الجنوب.
وتطرق المختص في تاريخ الجزائر والحركة الوطنية عامر رخيلة، في المنتدى بمناسبة الذكرى 70 لمؤتمر باندونغ التاريخي، وتكريما للغقيدين حسين ايت احمد وامحمد يزيد، إلى اهمية مؤتمر باندونغ في افريل 1955، في التعريف بالقضية الجزائرية للرأي العام العالمي.
وأكد رخيلة، ان مؤتمر باندونغ، كان نافذة أولى للثورة وانتصار للدبلوماسية الجزائرية، جاء في ظروف دولية شهدت التنافس بين المعسكرين الشرقي والغربي.
وأشار الباحث، إلى أن العمل الدبلوماسي في الجزائر لم يكن وليد الثورة التحريرية، بل نتيجة نضال طويل لمناضلي الحركة الوطنية بمختلف تياراتها، الذي شمل الجانب السياسي و الدبلوماسي والعلاقات الدولية، بفضل ثوريين ليسوا خريجي المدارس الدبلوماسية، لكن خريجي مدرسة النضال الوطني، وكان لهم دور في تكوين الإنسان الجزائري، الذي استطاع التكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية .
وقال ايضا ان الانتصار الدبلوماسي للثورة، جاء نتيجة صدق المناضلين ووضوح الرؤية ووحدة مطالب الجزائريين، وقدرة الدبلوماسية الجزائرية على مجابهة تحالف دول الحلف الأطلسي ودبلوماسي فرنسا.
واضاف المحاضر، ان الثورة الجزائرية بعد اندلاعها بستة اشهر كانت على موعد مع ندوة باندونغ، التي حضرتها 56 دولة وما لا يقل عن 600 مندوب من القارتين الآسيوية والإفريقية، وهذا أمر ايجابي خدم القضية.
وقال رخيلة، ان جبهة التحرير الوطني بالقاهرة، عينت حسين آيت أحمد وامحمد يزيد، ممثلين عن الوفد الجزائري عندما لاحظوا محاولة للتمثيل من طرف الحركة الوطنية mna، وكان لابد من اجهاضها، حيث طلب حسين أيت أحمد، من سكرتيرة الأمم المتحدة ان تنادي على وفد جبهة التحرير الوطني من حين لآخر، وهذا من حنكة قادة الثورة ما جعل وسائل الإعلام والمندوبين يتساءلون من هي جبهة التحرير الوطني .
وأضاف وفود البلدان المشاركة بدأت تتعرف على جبهة التحرير الوطني المكافحة من أجل تحرير الجزائر، وكانت فرصة للتعريف بالثورة وكسب تعاطف المشاركين.
وابرز المحاضر، ان ندوة باندونغ كانت لها اهمية، حيث خلصت إلى توجيه طلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة في سبتمبر 1955، وهذا ما تم، لكن الوفد الفرنسي هدد بالمغادرة عندما انتقدت هذه الدورة ما جعل المؤتمرين يسحبون القضية الجزائرية من جدول الاعمال، لكن من 1955 إلى 1950 كانت القضية الجزائرية حاضرة في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال رخيلة.
مظاهرات 11 ديسمبر انتصار ثاني للثورة
وأشار إلى أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، كانت انتصارا اخر وهي التي سرعت دراسة القضية الجزائرية وكانت منعطفا جديدا في الدبلوماسية الجزائرية، حيث نالت ثقة الاغلبية في الامم المتحدة للمصادقة على لائحة تدعو فرنسا للجلوس على طاولة المفاوضات والاستجابة لنداء الشعب الجزائري، وحث الدول الغربية على تعزيز مبدأ تقرير المصير الشعوب.
من جهته، تطرق المجاهد والباحث عيسى قاسيمي، إلى شخصية حسين أيت أحمد وامحمد بزيد، ونضالهما.