أكّد المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، العميد بلغول عبد السلام، أنّ الإستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، التي صودق عليها خلال الدورة الأولى للمجلس الوطني لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية التي ترأسها الوزير الأول، حظيت بموافقة الرئيس، وهذا لترسيخ ثقافة الأمن السيبراني لفئة المتمدرسين وكيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول.
قال العميد بلغول عبد السلام، إنه بالرغم من التحوّل الرقمي الذي نعيشه ومزايا الفضاء السيبرياني وما يقدّمه من تسهيلات في المعاملات وتقريب المسافات وتحسين جودة الخدمات، إلّا أنه يواجه تحديات كبيرة من أبرزها مسألة السيادة الرقمية، التي تعني قدرة الدولة على التحكّم بشكل مستقل في بياناتها وبرمجياتها وأجهزتها وشبكاتها، كما يتم العمل حاليا مع كافة القطاعات الحيوية لتعزيز هذه السيادة.
وأشار العميد إلى التهديدات السيبرانية التي أصبحت بشكل مثير للقلق، حيث تسجّل يوميا أرقام مخيفة من الفيروسات الجديدة، ويتم اكتشاف ثغرات أمنية مستمرة في البرمجيات المستخدمة، ما يجعلها هدفا سهلا للهجمات السيبرانية، حيث تستهدف هذه الهجمات المؤسّسات والأنظمة الحيوية بهدف تعطيلها، وقد بلغت الخسائر المالية الناتجة عن الهجمات السيبرانية منذ عام 2014، ما يناهز 4000 مليار دولار.
واستند في ذلك إلى بعض أمثلة عن هذه الهجمات ففي عام 2024، تسببت الهجمة السيبرانية في شلّ عمل أكثر من 16 ألف طالب عبر تعطيل المؤسّسات التربوية المستهدفة، وفي الولايات المتحدة، تسبّبت هجمات في غلق أكثر من 29 مؤسّسة مدرسية وتعطيل تعليم أكثر من 17 ألف تلميذ، ممّا يؤكّد أنّ جميع القطاعات، دون استثناء، أصبحت هدفا رئيسيا للهجمات السيبرانية.وتتمثل أشكال التهديدات السيبرانية في الهجمات المباشرة على الأنظمة، الجرائم السيبرانية كسرقة البيانات الشخصية والتخريب الإلكتروني، الاستعمال الخبيث للتطبيقات والبرمجيات، كل هذه التهديدات تتطلب خططا استراتيجية موحدة لمواجهتها.وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2025-2029، أعلن العميد عن إعداد مواد بيداغوجية وأدوات تعليمية لفائدة المتدرّبين والعاملين، لتعزيز مستوى وعيهم بمخاطر الهجمات السيبرانية وأهمية الوقاية منها، مؤكّدا أنّ النجاح يعتمد على التفاعل الوثيق والتعاون المستمر بين جميع المتدخلين في القطاع.
رابط الصفحة بيدياف من إصدار جريدة الشعب اليوم: 19758-4