الإرادة السياسية صنعت الفارق بين الجزائر وباقي الدول
اللّقاح الرّوسي فعّال بأكثر من 91 بالمائة وسعره أٌقل من 10 دولارات
إنتاج «سبوتنيك V» بالجزائر يتطلّب بين 6 إلى 12 شهرا
يرى رئيس البعثة الاقتصادية الروسية بالجزائر، ايفان ناليتش، أنّ حصول الجزائر على أول دفعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك V» في الوقت المتفق عليه مقارنة بباقي دول العالم، يكمن بالدرجة الأولى في الإرادة السياسية القوية ورغبتها في اقتناء اللقاح، فضلا عن المرونة التي سادت مدة المفاوضات بين الجانبين الروسي والجزائري، الأمر الذي حفّز الجانبين للعمل وبكل نشاط توّجت في الأخير بتوقيع عقد الى غاية مطلع ماي يتم بموجبه تسليم اللقاح الروسي إلى الجزائر عبر دفعات.
الشعب: استقبلت الجزائر أول دفعة من اللقاح الروسي في الوقت المتفق عليه ،هل لنا معرفة مراحل عملية اقتناء هذا اللقاح ؟
رئيس البعثة الاقتصادية الروسية بالجزائر ايفان ناليتش: المفاوضات بين روسيا والجزائر حول إقتناء لقاح «سبوتنيك V» انطلقت منذ شهر أوت من العام الفارط، أي قبل قرابة 6 أشهر تقريبا، وقد تم خلال هذه المدة مناقشة موضوع اللقاح الروسي وكيفية توريده الى الجزائر، لتكلل في النهاية هذه المفاوضات بالتوصل الى أرضية اتفاق في ظرف قياسي والتوقيع على عقد بين الجانبين يتم بموجبه تصدير اللقاح الى الجزائر، ونحن كبعثة اقتصادية روسية مهمتها تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، أجرينا عدة محادثات مع وزارة الصحة ومعهد باستور من أجل مناقشة شروط توفير اللقاح الروسي، كما ناقش هذا الموضوع كذلك السفير الروسي بالجزائر خلال لقاءاته مع مسؤولين جزائريين. نفس الأمر كذلك حدث مع كبار المسؤولين الروس والجزائريين خلال اتصالات هاتفية وعبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، كل هذه المعطيات ساهمت في التوصل إلى اتفاق بين المؤسسات الجزائرية والصندوق الروسي للاستثمار المباشر المسؤول عن تصدير اللقاح.
فيما يخص الشروط التي يجب توفرها في أي زبون من اجل تسويق لقاح «سبوتنيك V» هي نفسها التي اقترحت على الجزائر، لكن الفرق يكمن في طريقة شحن اللقاح، وروسيا هي من تتكفل بإيصال الشحنات بوسائلها، إما بالنسبة للجزائر فالأمر يختلف بدليل أنها طلبت من الجانب الروسي التكفل التام بنقل اللقاح انطلاقا من مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو نحو مختلف المطارات الجزائرية بطائراتها.
– ما هي الشّروط التي يجب أن تتوفر في الزبون من أجل تسويق اللقاح في الخارج؟ وماذا عن مدة التوصيل؟
فترة التسليم التدريجي على دفعات للقاح الروسي إلى الجزائر وبناء على العقد المبرم بين الجانبين لابد أن تتم قبل مطلع شهر ماي المقبل، أما فيما يخص الشروط التي يجب توفرها في أي زبون من أجل تسويق لقاح «سبوتنيك V»، فهي نفسها التي اقترحت على الجزائر، غير أن الفرق يكمن في طريقة شحن اللقاح أي بمعنى آخر هناك بعض الزبائن، روسيا هي من تتكفل بإيصال لها الجرعات أو الدفعات بواسطة الطائرات الروسية، أما بالنسبة للجزائر فالأمر يختلف بدليل أنها طلبت من الجانب الروسي التكفل التام بنقل اللقاح انطلاقا من مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو نحو مختلف المطارات الجزائرية بواسطة طائراتها.
– نفهم من حديثكم أن الجزائر اقترحت عرضا جيدا من أجل الحصول على اللقاح الروسي؟
الجزائر أصرّت على قبول الدفعة الأولى من اللقاح ، ونحن كبعثة اقتصادية روسية وبالتنسيق مع السفارة الروسية بالجزائر بذلنا قصارى جهدنا في استعجال عملية توريد الدفعة الأولى في الوقت المتفق عليه من قبل الجانبين، على أن يشرع في عملية التلقيح في شهر جانفي، رغم بعض الصعوبات التي واجهها الطرفان خلال مدة المفاوضات والتي تجاوزناها عن طريق النقاش.
الجزائر قرّرت توفير اللقاح الروسي بعد اطلاعها جيدا على الملف التقني الذي سلّم لها، وبعد دراسة عميقة من قبل المختصّين الجزائريّين وعلى هذا الأساس تمّ توريد اللقاح في وقت قياسي
الجزائر قرّرت توفير اللقاح الروسي بعد اطلاعها جيدا على الملف التقني الذي سلم لها من قبل الجانب الروسي، وبعد دراسة عميقة من قبل المختصين الجزائريين، وعلى هذا الأساس تم توريد اللقاح في وقت قياسي وتمّ الشروع في تقديمه للمواطنين.
من جهة أخرى جرت اتصالات بين وزيري الخارجية لافروف وبوقادوم من خلال المحادثات المكثفة التي أجراها الطرفان في الفترة الأخيرة، والتي كان لها الأثر الإيجابي والواضح على أرض الواقع من خلال التعجيل في عملية توريد الدفعة الأولى من اللقاح التي تحصلت عليها الجزائر يوم الجمعة الفارط.
ما هي القيمة المالية للعقد المبرم حول اقتناء اللقاح؟
بصراحة لا أستطيع أن أعلن عن قيمة الصفقة ولا حجم الكمية التي ستحصل عليها الجزائر الى غاية مطلع شهر ماي القادم تاريخ انتهاء مدة العقد المبرم بين الجانبين، لأنّنا كبعثة اقتصادية روسية في الجزائر لم نكن طرفا في المفاوضات، كل ما بإمكاني قوله هو أن الكمية التي ستتحصل عليها الجزائر لا يستهان بها مقارنة بعدد سكانها، فنحن نعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة الصحة الجزائرية من أجل زيادة عدد اللقاحات، ونأمل أن يتقدم الطرف الجزائري بزيادة كمية اللقاحات في المستقبل.
ومتى ستصل الدفعة الثانية من اللقاح إلى الجزائر؟
وصول الدفعة الثانية من اللقاح الروسي إلى الجزائر مقرر شهر فيفري الجاري، وأريد فقط أن أوضّح أمرا هنا، فيما يخص تاريخ وصول الدفعات المتبقية، فإن هذا الأمر غير موجود في الاتفاق المبرم بين الجانبين، بل سيكون مرتبطا مباشرة بعملية الإنتاج، فحسب شروط العقد فإن الطرف الروسي يبلغ نظيره الجزائري عشرة أيام قبل وصول اللقاح تاريخ الدفعة المقبلة.
نرحّب برغبة الجزائر المهتمّة بموضوع الإنتاج المحلي للقاح الروسي، لتستهدف ليس فقط السوق المحلية بل الأسواق الإقليمية، ونحن كمصلحة حكومية تابعة لوزارة الصناعة والتجارة الروسية مستعدّون لمساعدة الجهات الجزائرية.
أسدى الرّئيس تبون تعليمات بحشد جميع الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية لتوطين إنتاج اللقاح بالجزائر، إلى أين وصلت المشاورات لتجسيد هذا المشروع؟
نرحّب برغبة الجزائر المهتمة بموضوع الإنتاج المحلي للقاح الروسي، لتستهدف ليس فقط السوق المحلية بل كذلك الأسواق الإقليمية ونحن كمصلحة حكومية تابعة لوزارة الصناعة والتجارة الروسية مستعدون لمساعدة الجهات الجزائرية، حاليا نحن في بداية الطريق من خلال المناقشات التي تجريها السفارة الروسية وبعثتها الاقتصادية مع وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية والأطراف الأخرى، البعثة الاقتصادية الروسية بالجزائر على اتصال دائم مع وزارة الصناعة الصيدلانية والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، ونأمل أن تنطلق المحادثات حول هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن. المتفق عليه هو ان عملية إنتاج اللقاح الروسي محليا أي في الجزائر سيتطلب وقتا طويلا ما بين 6 الى 12 شهرا لأن الأمر يتطلب جلب بعض المعدات غير متوفرة في الجزائر لإنتاج اللقاح، إلى جانب نقل التقنيات وكذا عملية الترخيص، وكل هذه المراحل تتطلب وقتا طويلا.
إلى أين وصل عدد الطلبات لاقتناء اللقاح الروسي؟
أعتقد أن الإقبال على اللقاح الروسي في العالم، وحسب آخر الأرقام التي بحوزتي إلى حد الآن يقارب 50 دولة أجنبية قد تقدمت بطلبات تزيد عن 1 مليار جرعة من اللقاح الروسي على غرار مصر، الهند وكذا من أمريكا اللاتينية، وهنا أفضّل أن أوضّح شيئا مهما بخصوص الجزائر التي تعتبر أول دولة في أفريقيا سجلت اللقاح والرائدة في المغرب العربي التي تحصّلت عليه.
بصراحة لست هنا من أجل القيام بالإشهار، ولكن كل ما بإمكاني قوله هو إن اللقاح الروسي مصنوع على قاعدة معروفة منذ فترة، فضلا على أن فعاليته المعلنة رسميا تزيد عن 91 بالمائة، أما السعر فهو 10 دولارات للجرعة الواحدة.
رسالة تريدون توجيهها للمواطن الجزائري في إطار الحملة التّحسيسية حول تلقي اللقاح؟
نجاح العملية وإقبال المواطنين الجزائريين على التلقيح مرتبط بالدرجة الأولى بقوة الحملة التحسيسية والتوعية التي تقوم بها الجهات المعنية من أجل إقناع المواطن. بصراحة لست هنا من أجل القيام بالإشهار، ولكن كل ما بإمكاني قوله هو أن اللقاح الروسي مصنوع على قاعدة معروفة منذ فترة، فضلا على أن فعاليته المعلنة رسميا تزيد عن 91 بالمائة، أما السعر فهو 10 دولارات للجرعة الواحدة، وهي الصفة التي تميزه عن باقي اللقاحات الأخرى، دون أن ننسى أن اللقاح الروسي سجل في عدة دول من العالم، ما بين آسيا والشرق الأوسط وحتى في أمريكا اللاتينية، وهو حاليا بصدد تسجيله في بعض دول الاتحاد الأوروبي. كل هذه المعطيات من شأنها أن تعطي المواطن الجزائري أريحية وأكثر اطمئنانا.
ونأمل أن الدفعة الأولى من اللقاح الروسي التي تحصّلت عليها الجزائر ستؤكّد جودته العالية، كما نأمل أن تتقدم الجزائر بالمزيد من الطلب في المستقبل، الشيء الأكيد هو أن جائحة كورونا كان لها سلبيات عديدة على جميع المستويات، ونهاية هذا الوباء ستكون في مصلحة الجميع، ويعتبر استعمال اللقاح إحدى الوسائل لاستعادة الحياة العادية، ونأمل كذلك أن تتغلّب الجزائر قريبا على هذا الوباء عبر بوّابة اللّقاح الروسي.