انتشرت صور ماجدة الرومي والمطربة فيروز رفقة الرئيس الفرنسي ماكرون، عبر جدران العالم الافتراضي، أخذت الصور الحيّز الأكبر من التعليقات،اختلفت حولها من بلد إلى آخر، من مستمع مستمتع بصوتهما إلى قارئ عادي لا يفقه في السياسة ولا في الفن شيئا، ظلت القراءات الأولى في حدود الصورة فقط، وإن تقاسم مدوّنو بلدان التحرّر التنديد، فإنّ بلدان التمدّن كبيروت رحبت ولم تشجب.
من سوريا إلى العراق، فتونس ثم الجزائر، مصر والمغرب، لم تنصف التعليقات صاحبة «عم يسألوني عنك الناس» وتركتها تغرق في أغنيتها «أنا عم بحلم»، بل أسقطتها في حضن «يا مكحل رمشك» وخلصت الماجدة في استقبالها «يا معذب قلبي» واحتضنته بوصال كأنه الحنين الجارف من الماجدة الرومية إلى الرومي ماكرون.
هناك من وصف لحظة الارتماء في حضن مانويل، بالفرار من برودة بريجيت، وزيارة لبنان من شرفات نسوتها، بعد فشله في إذابة جليد ساستها لحظة الزيارة الأولى، إعمار البلد يحتاج إلى لمسة فنية وثقافية، فالأمر يتعلق بجنة الله فوق الأرض، ولن تكون هذه المرة من الحريري وميشال عون، لذلك فضل فتى الاليزيه، ولوجها من بيت السيدة فيروز الرحباني لأنه يدرك عمق ومكانة المغنية الأولى في البلد وقوة تأثيرها في المجتمع اللبناني بكل أطيافه وفصائله.
تعمّد ماكرون استعمال مفاتيح فنية، بعد تعرضه لجفاء سياسي، وعوض استقباله بالقصر الرئاسي مثلما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية، اختار بيت الرحابنة لتمرير رسائله المشفرة، وصوت فيروز يكفي لتمرير أي خطة مناسبة في إطار تعمير المدينة المنكوبة، وحولها يجتمع الملايين من العرب، وهذا الإجماع بإمكانه تقويض كل عثرة تعرقل مسار البلد، بدل إنقاذه إلى بر الأمان، بين فيروز والماجدة، سرق ماكرون كاميرات الإعلام العالمي وحققت تلك الصور أعلى صيت، وصار الحضن اللبناني أكثر دفئا من الباريسي، بعد ما صده جليد ساستها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.