غيّرت المعارك الاقتصادية وجهتها نحو منظومة الأدوية التي فتحت بابا واسعا لصراع خفيّ وحرب شرسة يسعى أطرافها للاستحواذ على أكبر حصة من الأسواق، في وقت مازال النّقاش لم يغلق بشأن فرضية سبب ظهور فيروس كورونا، إن كان بفعل فاعل..أم مصدره الخفاش الصّيني؟ ورغم تقاطع القناعات وتضافر الجهود لإيجاد لقاحات وأدوية تهزم الوباء..لكن من مصلحة من العدوى المرعبة للفيروس الذي انتشر بسرعة قياسية لا تصدق..؟ وفوق ذلك أخذ منحى التحوّر ليعقّد من مهمة المخابر ويزيد بطشا وسط الضحايا، خاصة ما تعلق بالدول الفقيرة.
رغم أنه هناك قراءات واعتقادات تصب حول فرضية واحدة تكمن في أن الفيروس سيرحل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد أن اعتبرت كورونا أحد العوامل الأساسية التي تسبّبت في خسارته للسباق الرئاسي، لكن حرب باردة أخرى تشكّلت ملامحها ولا أحد يعلم تفاصيل خلفيتها، بعد أن اشتعلت حول هيمنة أفضل لقاح ومحاولة التشكيك وزعزعة لقاحات منافسة، لكن ليس من مصلحة الدول المتطورة إبقاء اللقاح أو الدواء بحوزتها لأنّ مكافحة الوباء ينبغي أن تكون بيد واحدة وجهود مشتركة، لأنّ بقاء الفيروس في منطقة من العالم سيجدّد انتشاره من جديد بالنظر إلى سرعة انتقاله المرعبة.
يثير كورونا المتحوّر بنسخ متطوّرة الكثير من الأسئلة حول استحالة القضاء على الفيروس في المدى القريب، وسط مخاوف من تأخر مخابر البحث في التوصل إلى حلول عالمية، تستأصل الوباء وتمحي آثاره السامة العالقة في أجساد البشر، ولا يمكن للدول المتقدمة أن تنفرد باللقاح لوحدها لأنّ الحرب واحدة ضد الفيروس العدو، لكن من المبكّر أن تسمح الشركات المصنعة للدواء بمنح براءة اختراعها لدول أخرى من دون مقابل مادي، وقبل أن تجني أرباحا طائلة في استثمارات ضخمة خاضتها لتحقّق ثروة من مآسي الوباء.
المتفائلون يعتقدون أنّ الفيروس سيتبدّد مع رحيل ترامب، بمعنى أنّ نهاية الوباء تعد مسألة وقت ولن تحتاج إلى سنة أو سنوات بل إلى أشهر ويعود العالم إلى حياته التي عهدها قبل الفيروس..فهل «كوفيد-19» حرب وبائية كونية قاربت على الانتهاء؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.