شكلت مستجدات القضية الصحراوية داخلياً، إقليمياً ودولياً، موضوع الملتقى الوطني الثالث الذي احتضنه المركز الجامعي علي كافي بتندوف، عشية احتفال الشعب الصحراوي بالذكرى الـ45 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية.
يأتي الملتقى الوطني الثالث حول الصحراء الغربية في ظروف استثنائية عرفت عودة الصحراويين للكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر الماضي، ومرور 45 عاماً على إعلان الجمهورية الصحراوية.
رمزية التاريخ، لا تخلو من دلالات أراد منظمو الملتقى، من خلالها، إبراز ما حققته الجمهورية الصحراوية طيلة 45 عاماً من الوجود، في ظل ما تشهده المدن الصحراوية المحتلة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومحاكمات صورية تنتهي بتسليط أحكام جائرة بحق مدنيين صحراويين عزل.
شارك في الملتقى وفد رفيع المستوى من الصحراء الغربية، منهم حمد الولي عكيك، وزير شؤون الأرض المحتلة، خطري أدوه، مسؤول أمانة التنظيم السياسي وعضو الأمانة الوطنية، والنانة لبات الرشيد، مستشارة الرئيس الصحراوي.
وتطرق هؤلاء في مداخلاتهم، الى مستجدات القضية الصحراوية في المحافل الدولية والمدن الصحراوية المحتلة، والمساعي الحثيثة التي تقودها الدبلوماسية الصحراوية من أجل سحب الإدارة الامريكية الجديدة لـ”اعتراف ترامب” بسلطة المملكة المغربية على إقليم الصحراء الغربية.
الوضع في المدن المحتلة يزداد تأزماً
قالت النانة لبات الرشيد، مستشارة الرئيس الصحراوي، أن الوضع الانساني في المدن المحتلة “يزداد تأزماً”، بسبب القمع الممنهج والاعتقالات السياسية وقمع حرية الرأي التي ازدادت وتيرتها منذ 13 نوفمبر الماضي.
وأضافت النانة لبات الرشيد، في تصريح خصت به “الشعب أونلاين”، أن أساليب القمع المغربية تأتي في كل مرة أكثر ترويعاً وهمجية من ذي قبل، بدليل أن المحاكم الصورية التي دأب الاحتلال المغربي على عقدها في حق النشطاء الصحراويين بات يجريها للمناضلين في منازلهم، بعد حصارهم أسابيع، ومنعهم من زيارة الأقارب، ومن أبسط حقوقهم الانسانية، ناهيك عن تأزم الوضع الصحي للمعتقلين السياسيين بالسجون المغربية دون حصولهم على أدنى رعاية طبية.
وأكدت مستشارة الرئيس الصحراوي أن جبهة البوليساريو ومختلف الهيئات الحقوقية الصحراوية أطلقت دعوات إنسانية للمنتظم الدولي من أجل حماية الصحراويين في المدن المحتلة من آلة القمع المغربية، بحكم أن الصحراويين باتوا اليوم في حالة حرب بعد استئناف الكفاح المسلح.
وأوضحت أن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ملزمة في الوقت الحالي بتوفير الحماية للصحراويين بالمناطق المحتلة، الذين يتعرضون بشكل يومي الى شتى أنواع الترهيب والتعذيب النفسي والجسدي لثنيهم عن المطالبة بحقهم في تقرير المصير.
منازل الصحراويين بالمدن المحتلة تحولت الى سجون
وندد محمد الوالي عكيك، وزير شؤون الأرض المحتلة في الحكومة الصحراوية، بالممارسات القمعية التي ينتهجها المخزن المغربي في حق الشعب الصحراوي في المدن المحتلة.
واشار الى أن هذه الممارسات بلغت درجة من اللاإنسانية تحولت معها منازل الصحراويين الى معتقلات يُسجن فيها اصحابها، بعد محاكم صورية تتم على عجل.
وأكد وزير شؤون الأرض المحتلة أنه ومنذ استئناف حرب التحرير قبل أزيد من 03 اشهر، انصبت جهود الحكومة الصحراوية على حماية المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة والدفاع عنهم.
وحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الاخلاقية لما يقع اليوم في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، معتبراً الاسرى في السجون المغربية أسرى حرب نظراً لما شهدته القضية من تطورات في الاشهر الأخيرة وعودة الصحراويين للكفاح المسلح بعد تنصل المغرب من الشرعية الدولية ومحاولاته البائسة تكريس سياسة الأمر الواقع.