يربط الدكتور زيان موسى مسعود، أستاذ الاقتصاد والتجارة الدولية بجامعة تسمسيلت، في حوار لـ”الشعب أون لاين”، مستقبل التجارة الخارجية الجزائرية بتصورين اثنين، يؤديان الى ما مفاده طريق النجاح التجاري الجزائري من هنا!
الأول، مفاده نجاح الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، لا يمكن أن يكون بمعزل عن الأسواق الإفريقية.
والثاني، أنّ للجزائر علاقات دبلوماسية قوية جدا مع معظم الدول الإفريقية، لكن لم تستغل اقتصاديا أبدا”.
الدكتور زيان موسى مسعود
لماذا تم اختيار موريتانيا شريكا تجاريا بالذات؟
لأنّ العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وموريتانيا مهمة جدا بوجود أحد أكبر المعابر الحدودية بين الجارتين، إضافة إلى أنّ معدل التبادل التجاري بين البلدين ارتقى من 38 مليون دولار عام 2016 إلى 53 مليون عام 2017. تصدر الجزائر إلى موريتانيا، وعبرها إلى أفريقيا، المواد الغذائية والتقنية المعاد تحويلها، والمواد واسعة الاستهلاك…
ومن أهم الدعائم التي يركّز عليها الطرفان، توفير مناطق صناعية بالجانب الجزائري، وتعزيز التجارة البينية والصناعة والاستثمار المباشر لتنمية العلاقة أكثر، مع التأكيد على إرادة القطاع الخاص من الجانبين.
هناك توقّع أن تحتل الجزائر المرتبة الأولى في 2021، ضمن شركاء موريتانيا من خلال إعطاء امتيازات أكثر للمصدرين وتحفيزات ضريبية، مع تذليل العقبات اللوجستية.
هي إستراتيجية أثارت انتقادات، ما رأيك في ذلك؟
محليا نرى أنّ معظم فوائض الإنتاج خاصة في الفلاحة والمنتجات الزراعية سجّلت في المناطق الجنوبية للبلاد بقيمة تفوق 24 مليار دولار.
الجزائر لازالت لحد الساعة تعاني ضعفا في التوزيع التجاري، ناتج عن ضعف شبكات النقل، برية وسكك حديدية من الجنوب إلى الشمال؛ ما يستدعى التفكير في استغلال الدول المجاورة للجزائر جنوبا، لتصريف الفائض، إضافة إلى المقاومة الشرسة التي أبانها أرباب الاستيراد للحيلولة دون وصول هذه المنتجات إلى الشمال، وصعوبة تحولهم إلى النشاط التصديري، من الذين ألفوا تضخيم الفواتير في الاستيراد..