يُقال إن الحَكم الذي لا يتم الحديث عنه بعد المباراة، يعني ذلك أنه وُفّق بشكل كبير في أداء دوره وطبّق قوانين اللّعبة بشكل جيد.. بينما العكس، للحكم الذي يكون في الواجهة، ويكثر الكلام حوله، كونه «أخلط» الأمور وأثّر على نتيجة المباراة.
أعطتنا محطات عديدة أمثلة عن هذه الظاهرة، والحديث يقودنا إلى الحكم محمد أوديلو الذي أدار مباراة زامبيا – الجزائر، مقدما صورة «قاتمة» عن التحكيم في القارة السمراء بقراراته العشوائية، أثّرت بشكل كبير على الفريق الجزائري الذي عانى الأمرّين، ولحسن الحظ خرج بأقل الأضرار.. التعادل واستمرار سلسلة مقابلات بدون هزيمة، مع التأهل مبكرا لأشبال بلماضي قبل هذا الموعد.
الأهم من ذلك، هناك مجهودات كبيرة بذلت من المعنيين بشؤون الكرة الإفريقية لترقية الأداء والوصول إلى منافسة المنتخبات الأوروبية واللاتنية في كأس العالم.. في حين يبقى مستوى التحكيم «يجرّنا»، من حين لآخر، نحو الخلف ليرسم صورا كنا نظن أنها اختفت وللأبد.
وفي الوقت الذي وصلت كرة القدم في العالم إلى «تقنية الفار» وإصدار قرارات حول وضعيات اللاعبين بـ»الميليمتر» ترتكز في جوهرها على «لا ظلم تحكيميا».. يأتي مثال يعكس كل هذه الترتيبات الإيجابية.
للأسف، رجل مباراة، الخميس الماضي، كان خارج التشكيلتين.. هو الحكم أوديلو بدون منازع، حيث «نافس» اللاعبين بقوة وبدون كرة.. ونال «العلامة» الكاملة بفضل «صافرة» أتت على الأخضر واليابس ضد «الخضر» الذين حتى ولو أنهم وقّعوا 3 أهداف كاملة لم تكفهم لنيل النقاط الثلاث.
مرة أخرى، نقف والحسرة تعتصرنا من أمر التحكيم الإفريقي، الذي عليه السير في نفس «نسق» المستويات الكبيرة للاعبين الأفارقة.. حتى لا يبقى عكس التيار وينقص من قيمة اللعبة في قارتنا، ولادة نجوم تبهر العالم.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.