كثيرا ما يصطدم المستهلك بالتاجر والعكس صحيح، لنشوب خلاف أو عندما يحدث سوء تفاهم، يشعل نيران غضبهما وتتطوّر الأمور إلى شتم وسبّ وأحيانا تصل إلى الشّجار العنيف، أي التشابك بالأيدي والأرجل، فتحدث فوضى في السوق وتتطاير الخضر والفواكه من كل جهة، وهناك من النسوة من يسرعن في المغادرة خوفا أن تطالهن اللكمات ويحترقن بنيران المعركة حامية الوطيس، في حين يتقدّم البعض ممّن يطلق عليهم بـ «أهل الخير» لإطفاء لهيب الغضب في نفس كل متشاجر.
من المشاهد الدامية التي فجّرتها حبات البطاطا بين بائع متجوّل ومستهلك من عابري الطريق، التي تحوّلت حوافها إلى سوق حقيقية يباع فيها كل شيء بداية من الزيتون على تنوعه والبيض والدجاج، إلى الخضر والفواكه ومواد التنظيف وما إلى غير ذلك، حيث اقتنى الزبون 2 كلغ من البطاطا بسعر 65 دج، لكن بعد دقائق عاد ليقذفها باستياء نحو التاجر ويتساءل: هل ترى أن هذه البطاطا بهذا الحجم الصغير جدا والنوعية الرديئة سعرها يفوق 20 دج؟ ردّ التاجر باستهجان: ماذا تقصد..يا هذا؟ واجهه بأنه اكتشف خطته في الغش، قفز التاجر من ظهر الشاحنة وسرعان ما أمسك برقبة الزبون، وتعالت الأصوات وتطايرت البطاطا وسط اللكمات، وتدخّل الزبائن والباعة لفك النزاع وسط اندهاش المارة من أصحاب السيارات، لم يكد صوت الغضب يسكت، إلا بعد فوضى عارمة وصراخ وشتم وتطاير الغبار وانسداد الطريق.
صحيح أنّ التاجر يقتني من بائع الجملة المنتجات ولكن يحمل مسؤولية أنّه يرتّب في الواجهة السلعة الجيدة، لكن كيس الزبون يملأ بسلع أقل جودة من المعروضة للزبائن، وإذا أشار أحدهم بأنه يريد من تلك الجيدة يقابل طلبه بالرفض، بحجة أن البائع سيتكبّد الخسارة إذا قام برمي الخضر أو الفواكه الشاحبة أو صغيرة الحجم.
ومن جهة أخرى، يجب على الزبون قبل دفعه ثمن ما اقتناه، تفحّص سلعته، أي قبل مغادرة المكان حتى يتم تفادي سلوكات مشينة في شهر الصيام، لأن الغضب قد يؤدي بصاحبه الى الهلاك إذا لم يضبط النفس ويحكم عقله.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.