يواصل الجزائريون بث شغفهم وبشدة من أجل شراء سيارات جديدة، لأسباب شتى وعلى رأسها حل مشكلة النقل الفردي للأشخاص والعائلات، خاصة مع ضعف خطوط النقل وَعدم خضوعها للتنظيمات واللوائح الضابطة لحركيتها، حيث يمكنك أن تستشعر أن كل صاحب مركبة نقل يسير بقانونه الخاص لا وفق قانون المصلحة العامة. ومع ذلك، فإن توفير كم هائل من المركبات وتشييد الطرق التي بدأت تهترئ مع اشتداد التحديات الإقتصادية يعتبر تضخيما للأزمة، فلهذا هل يمكن أن نفكر في بناء منظومة نقل عصرية تجعل السيارة أمرا كماليا…!.
أن مشكلات النقل تطرح بإلحاح في المدن الكبرى، من ناحية الجودة والوفرة والوقت، وبشكل أقل في المناطق الداخلية والفرعية، التي هي بحاجة لوسائل نقل شبه تقليدية، مثل السيارة والقطار والطائرة، فمن هذا المنطلق كيف يمكن حل مشكلة النقل دون توفير أداوته؟.
أن البنية التحتية تستحق التضحية في التمويل والبحث عن سبل تمويل أكثر ملاءمة وجدوى، خاصة إذا كانت بعيدة عن الفساد والتلاعبات وضعف التخطيط الإستراتيجي لجدواها الإجتماعية والإقتصادية، إن بلدنا بحاجة لوضع خطط بناء خطوط نقل أكبر في المدن من شبكات «الترامواي والميترو» بحيث يصبح الوسيلة الأولى للتنقل في المدن الكبرى، إضافة لقطارات المسافات المتوسطة والسريعة، فضلا عن العمل بجد لتحسين خطوط النقل التقليدية بتجديد المركبات المهترئة وغير المطابقة، ووضع خطط رقابية أكثر على تسيير النقل الخاص ومطابقته لمعايير الراحة، فضلا عن فرض شروط على الناقلين كتدريب السائق ومرافقه على طريقة عمل مهنية واحترافية في التعامل مع النقل والزبون.
ومع جملة هاته الرؤى، يقف نموذج صارخ بالإلهام ينبغي أن ندرسه ونتعلم منه، لدولة يعيش فيها مليار ونصف مليار ساكن في مساحة كبرى تتجاوز التسعة ملايين كلم، فكيف استطاعت أن تتحكم في منظومة نقل العدد الهائل من البشر في تلك المساحة الشاسعة..؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.