يسترجع الفلسطينيون، اليوم السبت، المصادف 15 ماي الذكرى الـ73 للنكبة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي.
وقف سكان الضفة الغربية 73 ثانية صمت إحياء لذكرى النكبة، ودوت صافرات الإنذار بالمدن الفلسطينية لمدة 73 ثانية إيذانا بانطلاق الفعاليات التي تستذكر ما جرى في العام 1948. كما أطلقت تكبيرات من مآذن المساجد وقرعت أجراس الكنائس.
وعادة ما يتم إحياء ذكرى النكبة بمسيرات جماهيرية ولقاءات، لكن انتشار فيروس كورونا حال دون تنظيمها، غير أن فلسطينيين نشطوا بالتذكير بالحدث من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وتحل ذكرى النكبة في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث انفجرت الأوضاع بداية الشهر المنصرم في مدينة القدس المحتلة، وخاصة بمنطقة “باب العمود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي”الشيخ جراح”، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها ليهود.
وانتقل التوتر إلى قطاع غزة، حيث شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، استهدفت خلالها المباني السكنية ومقرات فصائل المقاومة.
وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية منذ مساء الاثنين الماضي، عن استشهاد 139 فلسطيناً من بينهم 39 طفل و22 سيدات ومسن وإصابة ألف مواطن بجراح مختلفة.
وأحدث القصف الإسرائيلي تدميرا هائلا في البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي بالقطاع.
وقد تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية للعدوان الإسرائيلي، من خلال إطلاق صواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية ومعنوية.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي صرح قبل أيام قائلا “إن ما يجري على الأرض من جرائم وعدوان إسرائيلي يستهدف الوجود الفلسطيني على أرضه هو امتداد للنكبة الفلسطينية.”
وأشار أبو هولي في تصرحات نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إلى “أن النكبة الفلسطينية ليست مجرد ذكرى يحييها الشعب الفلسطيني أو حدثا عابرا بل تشكل حدثا تاريخيا لقضية وطن مسلوب وشعب مشرد يخوض نضاله المشروع من أجل استرداد حقوقه التي اغتصبت منه عام 1948.”
من جهتها، حملت جامعة الدول العربية سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة على التصعيد الخطير الذي تشهده كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الجامعة العربية في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا: “إن الذكرى الـ73 للنكبة تحل علينا اليوم والشعب الفلسطيني لا يزال يعيش تبعاتها المؤلمة منذ عام 1948، وما ترتب عليها من واقع عنوانه الشتات والتشرد والمعاناة المتواصلة”.
واعتبرت أن الفلسطينيين تعرضوا خلال النكبة لجريمة تطهير عرقي مُكتملة الأركان، رافقها ارتكاب العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة أدت إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني.
تهجير ومجازر
ويطلق اسم “النكبة” على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، على أيدي عصابات صهيونية مسلحة عام 1948، وإقامة “دولة إسرائيل”.
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية، بالاستيلاء على أغلبية الأراضي الفلسطينية وطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين.
واقترف المحتل الإسرائيلي حينها مجازر فضيعة بحق القرويين الفلسطينيين، وقام بإحراق قراهم وهدم أكثر من 500 قرية واستبدالها فيما بعد بقرى يهودية.
وقد لقي حينها، أكثر من عشرة آلاف فلسطيني على الأقل مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا، فيما أصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم.
وتوالت منذ ذلك الوقت، خطط المحتل الإسرائيلي، لتطهير أرض فلسطين من سكانها، وسعى جاهدا لمسح التراث والثقافة والهوية الفلسطينية من الوجود.