أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني، عظمة شخصية الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
أكد الوزير أن الأمير الشاب جعل من وحدة الأمة أساسا لدولته، واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم مصاعب أوجدتها الإدارة الاستعمارية.
وقال زيتوني إن إيمان الأمير عبد القادر القوي كان سببا في انضمام قبائل كثيرة إليه.
واضاف الوزير، في كلمة ألقاها نيابة عنه المكلف بالتراث في الوزارة محمد ماحي أمس في ندوة نظمها المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع مؤسسة الأمير عبد القادر بعنوان: “حكمة الأمير عبد القادر في زمن الأزمة”، إن “كل ما تنعم به الجزائر اليوم من رخاء واستقرار واستمرار، يعود فيه الفضل لأبطال الجزائر أمثال الأمير عبد القادر ورفقائه من الشهداء والمجاهدين الأخيار”، واصفا إياهم بـ”فخر الأمة ومصدر إلهامنا وقوتنا وإعتزازنا”.
وجدد زيتوني تأكيده على أهمية قطاعه في حفظ وصون الذاكرة الوطنية، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية لترسيخ القيم والمثل العليا لثورة أول نوفمبر 1954 وضمان تلقينها للناشئة.
واستعرض الوزير نبذة عن حياة الأمير عبد القادر ومقاومته، قائلا إن بيعته الثانية بمسجد معسكر أهلته ليصبح المسؤول والقيادي والمجاهد.
برع الأمير في التنظيم ولم شمل كل القبائل المنتشرة عبر دائرة معسكر والغرب الجزائري كله، وأسس ألوية المجاهدين متخذا من القيطنة مركزا له رغم الوضعية الإقتصادية والإجتماعية الصعبة آنذاك.
وأضاف أن الأمير استطاع تكوين عاصمة متنقلة كأي عاصمة أوروبية متطورة آنذاك سميت الزمالة.
تمكن من تحقيق عدد من الإنتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي الجنرال بيجو. ونجح الأمير من إحراز نصر عليه في منطقة “وادي تافنة”، مجبرا إياه على عقد معاهدة هدنة جديدة عام 1837 سميت “معاهدة تافنة”.
من جهته أشاد البروفيسور مزيان سعيدي، أستاذ محاضر بالمدرسة العسكرية للإعلام والإتصال، بشخصية الأمير الذي دخل التاريخ العالمي.
وتأسف عن عدم إعطاءه حقه من الكتابات التاريخية رغم ما كتب عنه من طرف الأوروبيين، مشيرا إلى أن طبيعة المقاومة الجزائرية كان يميزها البعد الديني.
ودعا البروفيسور سعيدي إلى تصحيح مصطلحات تاريخية والعمل بالوثائق التاريخية الدقيقة.