لم يكن مصدر الدخان المتصاعد من ملعب وهران الجديد، لم يدشّن رسميا ولم يسمى إلا «مشواة» العمّال المحتفلين بانتهاء الأشغال بدون علم الإدارة، على ما يبدو، وهي التي لم تتسلّم ملف تسييره بعد.
هو الملعب الذي انتظرناه طويلا وصرفت لأجله الملايير من الدينارات، مثلما صرفت على ملاعب براقي وتيزي وزو والدويرة، بدون أن تنتهي الأشغال بها، في وقت ما تزال أعرق الأندية الجزائرية تجري مبارياتها في ملاعب تنتمي إلى عصر غير هذا العصر.
ولأن ثقافتنا لا تبتعد عن البطن وشؤونه، فإن الاحتفال لم يكن بطريقة استعراضية فنية، بقدر ما كان في شكل وليمة قد تتسبب أدواتها في حرق الإنجاز قبل تدشينه، فنضطر لانتظار سنين أخرى من أجل ترميمه وقد يتسبب الأمر في إلغاء دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، التي استهلكت الكثير من الأغلفة المالية وتأجل موعدها إلى سنة مقبلة.
وبغض النظر عن حادثة «الشواء»، التي ما يزال التحقيق فيها جاريا، فإن حال أرضية الملعب الجديد يثير المخاوف، وهو يحيل إلى واقع أعرق الملاعب الجزائرية على غرار ملعب 5 جويلية الذي كنّا نفتخر ونقول إنه «الأجمل في إفريقيا»، وفي كل مرة تصرف الملايير في سبيل تجديد أرضيته، لكن الكارثة تحدث في كل مرة ويعاد غلقه من جديد حتى أصبح البعض يشبّهه بالمزرعة.
ولا يختلف الأمر مع بقية الملاعب التي دُشّنت في ثمانينيات القرن العشرين، على غرار ملاعب عنابة وقسنطينة وتلمسان وسيدي بلعباس وبجاية ومعسكر وغليزان وغيرها، ونتيجة لسوء تسييرها، تحولت أرضيات الكثير منها إلى «العشب الاصطناعي» الذي لم يعد له وجود إلا في دول تنتمي إلى عصر مضى.
إن تدشين ملاعب جديدة يحتاج إلى عقليات جديدة، وإلا تحول هذا الصرح الجديد إلى نسخة أخرى من ملعب «لحبيب بوعقل»، واضطر المنتخب الوطني مستقبلا للاستقبال في دولة أجنبية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.