سألت “الشعب أونلاين” بروفيسورا في العلوم السياسية، عشية انطلاق مؤتمر برلين 2 حول الملف الليبي، عن الجنرال خليفة حفتر، فقال: إن الرجل يراوغ في الربع ساعة الأخير!
يقول البروفيسور ميلود ولد الصديق، متخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية لــ “الشعب أونلاين”، إن ما يقوم به خليفة حفتر، قائد قوات عسكرية شرق ليبيا، “في اليومين الماضيين يمثل تقويضا لما قامت به الحكومة في مارس الفارط، بعد اتفاق بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب والاتفاق على مخارج دستورية تؤدي لتنصيب قيادة جديدة وشرعية لليبيا في نهاية العام”.
ونوه ولد الصديق بمخرجات اتفاق سياسي بين الشركاء الليبيين، مفاده “أن المجلس الرئاسي هو المخول للتحرك الميداني عبر النطاق الجغرافي لليبيا، من خلال القوات المشتركة للجيش الليبي”.
وذكّر ولد الصديق بـ “ما أعلنه الرئيس عبد المجيد تبون وأعاد تأكيده من أن طرابلس خط أحمر، ووصف ميلشيات تتحرك في ليبيا بالإرهابية، ما أزعج بعض الأطراف في الداخل الليبي وخارجهّ، وقال ولد الصديق إن الجزائر كانت تعرف ما تقول”.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية ودعم الجزائر للحل في ليبيا، أشار ولد الصديق إلى “أن الجزائر أثبتت جديتها في دعم مسار التسوية في ليبيا، وقامت في شهر ماي الماضي بفتح ثلاث معابر حدودية محاذية لليبيا وهم على التوالي (الدبداب، طارات وتينالكوم) وبحث فتح خط بحري نحو ميناء طرابلس، وهو ما يوحي أن الجزائر عازمة على مد علاقات استراتيجية بين البلدين، كما جاءت زيارة الدبيبة للجزائر في نفس الاتجاه في ماي الفارط بمعية وفد هام لبعث العلاقات من جديد”.
وبخصوص تحركات حفتر الأخيرة في الداخل الليبي، قال ولد الصديق “أنه يريد أن يوحي أو يفرض على الأطراف الليبية أنه لا يمكن التصرف أو وضع خارطة سياسية دون حفتر”، وأضاف ولد الصديق ” أن حفتر يهدف لحصحصة توزيع المناصب والمهام في المرحلة المقبلة”.
وبالمقابل أكد ولد الصديق أن “حفتر يقوم بالتشويش على مؤتمر برلين 2، بعد استيلاءه على منطقة قات الحدودية في جنوب غرب ليبيا، وهي منطقة غنية بالبترول على مسافة 500 كلم والسيطرة عليها هدفه إتمام السيطرة على مصادر الطاقة التي يريد أن يتفاوض بها مع المجلس الرئاسي”.
ووصف ولد الصديق ما يقوم به حفتر بــ”رد غير مقبول بإزاء الجزائر، والجزائر تبدي تحفظها على هذا”.
وأضاف أن “الجزائر تُسير الملف الليبي بحكمة وستكثف تعاونها مع الحكومة الشرعية ومع الشركاء الإقليميين”.