قدم وزير الخارجية، صبري بوقدوم ـ في كلمته أمام مؤتمر “برلين2″ـ رؤية الجزائر لتطورات الملف الليبي، وشدد على أهمية الإسراع بسحب المرتزقة من ليبيا، وعلى إجراء الانتخابات في موعدها.
“سحب القوات الأجنبية والمرتزقة”
ندد بوقدوم بالانتهاكات المستمرة لحظر توريد الأسلحة الذي تفرضة الأمم المتحدة في ليبيا، وبالتأخير المستمر في سحب القوات الأجنبية والجماعات المسلحة، بما في ذلك المرتزقة.
ودعا جميع الأطراف الخارجية المشاركة في النزاع الليبي، لإعادة الالتزام بنتائج المؤتمر والامتناع عن تغذية الانقسام وإراقة الدماء في ليبيا.
وحث الجميع على “أن يكونوا جزءا من الحل وألا يعقدوا مسار التسوية.”
وأكد بوقدوم أن الجزائر “كجار مباشر لليبيا تتأثر بشكل فوري، أكثر من أي طرف آخر، بالأحداث الجارية في محيط حدودها..” وقال إن هذا الأمر تعتبره الجزائر “تهديدا لأمنها”.
ودعا أمام المشاركين في مؤتمر “برلين2” الذي اختتم أشغاله أمس الأربعاء، إلى فهم “الانشغالات والمواقف المشروعة” لدول الجوار الليبي.
“الجزائر مع ليبيا واحدة”
أكد بوقدوم أن إجراء الانتخابات في ليبيا سيفتح آفاق السلام والاستقرار في البلاد، وشدد على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية.
واعتبر “أن الانتخابات هي المفتاح لحل قضية القيادة (الشرعية)، وأنها ستفتح آفاقا جديدة لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد..”
مع زملائي وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر برلين 2 حول ليبيا، للتشاور والتنسيق بخصوص البيان الختامي وآفاق العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة. تعزيز التقدم المحرز لن يتم إلا عبر مسار ليبي-ليبي يحفظ هذا البلد الشقيق من كل أشكال التدخل الخارجي. pic.twitter.com/wX8kq5niIa
— Sabri Boukadoum | صبري بوقدوم (@Boukadoum_S) June 23, 2021
وأشار إلى ضرورة توضيح الأساس الدستوري واعتماد التشريع الانتخابي، للتأكد من أن الليبيين لا يفوتون هذا الموعد الهام..
و شدد بوقدوم على أهمية “إعادة توحيد المؤسسات الوطنية الليبية، لا سيما ما يتعلق بالأمن والدفاع.” واعتبر أن هذا الأمر بالغ الأهمية لليبيا و للمنطقة ككل.
وأوضح في هذا الصدد، أن الجزائر لا تفرق بين “الغرب ولا الشرق ولا الشمال ولا الجنوب”، فليبيا، كما قال “واحدة فقط، ولذلك يجب أن تكون هناك مؤسسات موحدة للاستجابة لتطلعات المشروعة للشعب الليبي بتنوعه، وكذلك لانشغالات دول الجوار..”
ومن حهة أخرى، اقترح الوزير بوقدوم في كلمته إنشاء آلية لمتابعة تنفيذ التزامات المشاركين في مؤتمر “برلين2″، وذلك”بعملية سياسية يقودها الليبيون ويملكها الليبيون بمساعدة المجتمع الدولي..”
وطالب بضرورة الالتزام باحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وحق شعبها السيادي في الاستفادة من ثرواته الطبيعية..
وشدد وزير الخارجية على ضرورة توحيد الجهود والأفعال، من خلال العملية المتعددة الأطراف الجارية، التي تنطوي على إمكانية إنهاء معاناة الشعب الليبي
المصالحة الليبية
جدد وزير الشؤون الخارجية، التأكيد على دعم الجزائر للمصالحة الليبية ـ الليبية، وقال إنها “لن تدخر جهدا لضمان نجاح المصالحة الوطنية الليبية..”
وشدد على أهمية المصالحة الليبية ـ الليبية لضمان الاستقرار طويل الأمد والتماسك الاجتماعي في هذا البلد الجار.
وأشاد في السياق “بإرساء المجلس الرئاسي الليبي الأساس لهذا الغرض من خلال إنشاء المفوضية العليا للمصالحة الوطنية..”