يبدو أن التّوجه يمضي إلى حكومة تحالف رئاسي، فالتّشريعيّات لم تمنح الأغلبية لأيّة تشكيلة سياسية، إضافة إلى أنّ الوضع العام في البلاد، يحتاج إلى دينامية في العمل الميداني، وليس إلى تحقيق طموحات سياسية محدودة لأيّ كان.
ونعتقد أنّ الظّروف مواتية جدا، من أجل تكوين فريق حكومي، يسهر على تحقيق الدينامية المرجوّة قي جميع القطاعات، فالكفاءة الجزائرية موفورة، والعزائم متّقدة، والميدان ينتظر تفعيل الآليات والأدوات التي تكفل تحقيق برنامج الرئيس، فالبلاد في حاجة ماسّة إلى دفع على جميع المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادي، بقصد تجاوز الحال التي فرضتها الجائحة منذ أكثر من عام.
صراحة، إنّ حكومة جراد اشتغلت في ظروف صعبة للغاية، وأدّت ما عليها في حدود ما أتيح لها، وهي، كمثل الحكومات التي سبقتها، لم تسلم – عدا قطاعات وزارية معدودة – من السّطحية في التعامل، وكثيرا ما وقعت في فخّ خطاب شعبوي لا يفيد شيئا، لهذا، ينبغي على الفاعلين السياسيّين، ممّن فازوا بتزكية الشّعب في التشريعيات الأخيرة، أن يعوا بأنّ العمل ضمن الفريق الحكومي، ليس تشريفا ينالونه، وإنما هو مسؤولية يتحمّلونها، وأنّ وزارة التجارة – على سبيل المثال – لا ينبغي أن تكتفي بالحديث عن الأسعار المدعّمة ومراقبتها، فهذا دور مديرية ولائية للتجارة، وأنّ وزارة الثقافة لا يجب أن تنشغل بتنظيم الحفلات وتصوير الأفلام، فهذا دور مؤسّسات الإنتاج الثقافي، وليس ما يدعو إلى إهدار طاقات وزارات كاملة، في أعمال يمكن أن تقوم عليها أي مديريات صغيرة بكفاءة واقتدار.
لقد أوفى رئيس الجمهورية بما وعد، ولم يدّخر جهدا في العمل على توفير متطلبات بناء الجزائر الجديدة؛ لهذا، ينبغي أن يكون الطّاقم الحكومي في مستوى الثّقة التي سيحظى بها، فالأمانة ثقيلة، والمهمّة ليست مستحيلة..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.