أكد الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، اليوم الاحد، أن اليوم الدولي للزعيم نيلسون مانديلا رمز النضال ضد سياسة التمييز العنصري في جنوب افريقيا، “يمثل فرصة للتأمل في حياة وإرث مدافع عالمي أسطوري عن الكرامة والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان” ودعا الى استلهام القيم الانسانية التي دافع عنها هذا “الرجل الاستثنائي الذي جسد تطلعات الاسرة البشرية”.
وفي رسالة بمناسبة احياء العالم “اليوم العالمي لنيلسون مانديلا” الذي يصادف 18 يوليو من كل عام، ويرمز للذكرى 103 لميلاد رئيس جنوب افريقيا الراحل (1918-2013)، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة “بهذا الرجل الاستثنائي الذي جسّد أسمى تطلعات الأمم المتحدة والأسرة البشرية”.
وقال غوتيريش، “إن دعوات مانديلا للتضامن وإنهاء العنصرية لها أهمية خاصة اليوم اذ يهدد الانقسام عرى التماسك الاجتماعي في جميع أنحاء العالم”، مضيفا أن هذا اليوم “يعد فرصة للتأمل في حياة وإرث مدافع عالمي أسطوري عن الكرامة والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان” في وقت أصبحت المجتمعات “أكثر استقطابا مع تزايد خطاب الكراهية وطمس المعلومات المضللة للحقيقة، وتشكيكها في العلم وتقويضها للمؤسسات الديمقراطية”.
ولفت المسؤول الاممي في رسالته التي نشرها مركز أنباء الامم المتحدة الى أن جائحة كوفيد- 19 المستمرة “أدت إلى زيادة حدة هذه العلل وتراجع التقدم بسنوات في الكفاح العالمي ضد الفقر”، مشيرا في السياق الى أن “المهمشين والمعرضين للتمييز – وكما هو الحال دائما في أوقات الأزمات – هم الذين يعانون أكثر من غيرهم…”.
وقال غوتيريش “أظهرت الجائحة الأهمية الحيوية للتضامن الإنساني والوحدة الإنسانية، وهما قيمتان ناصرهما وجسدهما نيلسون مانديلا في كفاحه مدى الحياة من أجل العدالة”.
وشدد على “ألا أحد في مأمن إلى أن يصبح الجميع آمنين وأن كل واحد منا له دور يؤديه”، داعيا الجميع أن يستمد القوة من أرث مانديلا والى استلهام رسالته بأن ” كل واحد منا يمكن أن يحدث فرقا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والانسجام مع الطبيعة والكرامة للجميع”.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2009 يوم 18 يوليو “اليوم الدولي لنيلسون مانديلا” اعترافا بإسهامه في ثقافة السلام والحرية ويعد هذا اليوم مناسبة للجميع للعمل وإلهام التغيير.
وفي ديسمبر 2015، قررت الجمعية العامة للامم المتحدة توسيع نطاق “اليوم العالمي لنيلسون مانديلا” ليتم استخدامه أيضا من أجل تعزيز الظروف الإنسانية للسجن، وزيادة الوعي بشأن السجناء باعتبارهم جزءا من المجتمع.
واعتمدت الجمعية العامة قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ووافقت على أن تُعرف باسم “قواعد نيلسون مانديلا” من أجل احترام إرث رئيس جنوب أفريقيا الراحل.
ويعد نيلسون مانديلا (1918-2013) أحد أكبر الرموز الثورية في العالم خلال القرن العشرين من خلال نضاله ضد نظام التمييز العنصري (الأبارتايد)، الذي كان سائدا في بلاده جنوب افريقيا، مستلهما كفاحه من الثورة الجزائرية التي كان يعتبرها “النموذج الأقرب” لكفاح شعبه ضد الأبارتايد.
ولد نيلسون مانديلا يوم 18 يوليو1918 في منطقة مفيزو بجنوب افريقيا وتوفي يوم 5 ديسمبر 2013.. وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في عام 1944، وأسس مع آخرين “عصبة الشبيبة” التابعة للحزب.
وفي عام 1952 دشّن حملة “تحد” التي كانت حملة عصيان مدني كبيرة اعتراضا على القوانين الظالمة. وفي عام 1964 حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخرج من السجن في عام 1990 بعد أن أمضى فيه 27 عاما.
كرّس نيلسون مانديلا 67 عاما من حياته في خدمة الإنسانية، كمحامٍ لحقوق الإنسان وسجين رأي وصانع سلام دولي، وأول رئيس منتخب ديمقراطيا لدولة جنوب افريقيا.