يؤكد الفنان التشكيلي الفلسطيني راتب عبد الفتاح محمود رمضان في حوار لـ”الشعب ويكاند”، أن تهافت بعض الدول العربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني مؤخرا، جاء نتيجة ضغوطات سياسية أجنبية على حكومات هذه الدول، رغم إرادة الشعوب التي ترفض ذلك. وأكد أنه يحارب هذا الأمر من خلال لوحاته الفنية، كما ان كل رسوماته استخلصها من واقع الحياة التي شهدها خلال فترة الحرب والتهجير في فلسطين.
اشتهر الفنان راتب بمناصرته للمرأة وحقوقها، خاصة في المنطقة العربية، ولذلك تعبر لوحاته عن مناصرة وكفاح المرأة في تحصيل حقوقها بمجتمع ذكوري.
المعارض الإلكترونية عرّفتني على كثير من الفنانين الجزائريين
هل لنا أن نعرف من هو الفنان راتب عبد الفتاح محمود رمضان؟
أ.راتب رمضان: أهلا بكم، يشرفني ويغمر قلبي إتاحة لي هذه الفرصه للقائكم وإننا نكنّ كل المحبة للشعب الجزائري لمواقفه القوية مع قضيتنا.
لو نعود إلى بدايتك الفنية؟
أنا فنان فلسطيني مواليد عام 1948م، وكنت أحب الفن التشكيلي من طفولتي وشاركت في معارض فنية قبل عام 1967م وتوقفت بعد حرب 1967 بسبب الظروف الصعبة التي كان يمر بها الشعب الفلسطيني كله.
بعد حرب 1967 توقفت عن النشاط الفني إلى غاية 2005، لماذا هذا الانقطاع وهل أثّر ذلك على نشاطك وموهبتك الفنية؟
استمر الانقطاع إلى غاية عام 2005 ولم يؤثر على موهبتي ولكن أثّر على نشاطي الفني بسبب المعاناة التى مررنا بها كشعب فلسطيني وانشغالي في دراساتي ولم يحالفني الحظ في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة مصر، التى رحلت لها عام 1968م وقد درست في كلية العلوم الشرطية والحقوق والتحقت بالشرطة الفلسطينية وكان لها مقر في مدينة القاهرة بمصر وعملت في مجالات الشرطة المختلفة، ثم رحلت إلى السعودية تعاقدت كمستشار قانوني في وزارة العمل السعودية وعملت فيها عدة سنوات وعدت إلى أرض الوطن عام 1993م حيث استمررت في العمل إلى غاية عام 2005م سنة إحالتي على التقاعد وكنت أرسم في أوقات متقطعة قبل ذلك.
بعد التقاعد تفرغت للفن والاستقرار في المهجر بتركيا كيف وجد الأستاذ راتب الجو في هذا البلد؟ وهل ساعدك لمواصلة مسيرتك الفنية؟
استعدت موهبتي ونشاطي بعد التقاعد وقمت بتنفيذ عدة أعمال فنية وقدمت رسومات من واقع الحياة التي شاهدتها خلال فترة الحرب والتهجير. وفي عام 2019م انتقلت الى تركيا وانتسبت الى جمعيات فنية وقمت بالمشاركة في العديد من المعارض من خلال هذه الجمعيات ووجدت جو تركيا مشجعا ومناسبا لممارسة الفن وقمت بكثير من الأعمال الفنية لما يحتويه هذا البلد من مناظر طبيعية وآثار عثمانية التي ساعدتني على تنمية موهبتي.
الأكيد أن لكل فنان رسالة يريد توجيهها، فما هي رسالة الأستاذ راتب؟
لا تخلو رسالة كل فلسطيني من القضية الفلسطينية فكان لها حيز كبير من رسالتي الفنية وما عايشته في مسيرة حياتي من معاناة التهجير والاحتلال. ومن رحم هذه المعاناة كان دائما يحوز اهتمامي معاناة المرأة والحمل الثقيل الذي كانت تحمله من أجل محافظتها على أسرتها والكثير من الأسر فقدت معيلها ومن هذا المنطلق كنت دائما حريصا على تجسيد هذه المعاناة في لوحاتي الفنية حتى تكون رسالة تدعو لنيل حقوقها في المجتمع.
بالرغم من أنها مسيرة قصيرة مع الفن التشكيلي، إلا انه كانت لك مشاركات داخل تركيا وربما حتى خارجها؟
نعم شاركت في الكثير من المعارض داخل تركيا منها: معرض الفن يوحد الشعوب سنة 2019، معرض خواطر لونية، الألم والأمل، معرض إبداعات، معرض ألوان مهاجر، وكذلك معارض إلكترونية في جائحة كورونا، معرض فلسطين أمانة والتطبيع خيانة تحت إشراف جمعية الدفاع عن الفن العربي في الجزائر.
ما هو واقع الفن التشكيلي بالأراضي المحتلة وواقع الفنان بصفة عامة؟
الثورة والمقاومة تعد أكثر الأعمال الفنية وكذلك معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار، كما أن الفنانين يعاصرون هذه الأحداث التي تترك بصمة في حسهم الفني لما يعانونه وينعكس هذا في أعمالهم الفنية.
ما علاقتك بالفنانين التشكيليين الجزائريين؟
نعم لدي الكثير من الأصدقاء الفنانين التشكيليين الجزائريين الذين تعرفت عليهم من خلال المعارض الإلكترونية والجمعيات الفنية.
اليوم هناك تهافت من بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كيف ترى هذا الأمر وما السبب في نظرك؟
جميع الشعوب العربية ترفض التطبيع وبعض الحكومات تضطر إليه نتيجة ضغوطات سياسية أجنبية وهذا عكس إرادة الشعوب وقدمت لوحة فنية بعنوان «لا للتطبيع» وقدمتها في المعرض الإلكتروني الذي ذكرته سابقا.
كلمة أستاذ راتب نختم بها هذا اللقاء؟
نشكركم على جهودكم المبذولة تجاه القضية الفلسطينية على مر السنين، مع خالص محبتنا لكم وللشعب الجزائري. وإن شاء الله تكون لي معارض قادمة على أرض الجزائر الشقيقة أرض المليون ونصف مليون شهيد.