في وقت تعرف الجزائر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نتيجة السلالات المتحورة منها «دلتا»، إضافة إلى موجة جفاف كبيرة تمر بها العديد من ولايات وسط وغرب البلاد، ها هم أعداء الطبيعة يزيدون الوطن عناءً، بإشعال النيران في عز فصل الحر.
هذه الحرائق أتت على الأخضر واليابس، فلم يسلم منها لا البشر ولا الحجر ولا الأشجار ولا الحيوانات ولا ممتلكات الأبرياء، بل التهمت كل ما وجدته في طريقها.
ما تعرّضت له بعض ولايات وسط وشرق البلاد، ليلة أمس الأول وأمس، جريمة بأتمّ ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يمكن أبدا اعتبار اندلاع هذا الكم الهائل من الحرائق المهولة في مناطق متفرقة حادثا خارجا عن النطاق، بقدر ما هو فعل إجرامي مدبر يريد من خلاله أعداء الطبيعة إلحاق الشرّ بالجزائر وشعبها.
حجم الضرر الناجم عن هذه الحرائق كبير، كيف لا وقد أزهقت أرواح (6 ضحايا لحد الآن)، وأتلفت محاصيل زراعية وأشجار الزيتون والثمار المختلفة. كما فقد عديد المواطنين ثروتهم الحيوانية من أبقار وأغنام وماعز وخلايا نحل، ناهيك عن الاثار الأيكولوجية السلبية على البيئة جراء هذا العمل الإجرامي الممنهج من قبل الكائدين والحاقدين على هذا الوطن، الشيء الذي يستوجب من جميع الجهات وفي المقدمة المواطن، التزام اليقظة، في انتظار ما ستفضي إليه عمليات التحقيق الدقيق والشامل، للوصول الى المجرمين وتسليط أقصى العقوبات عليهم… حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه التفكير في حرق الجزائريين.
في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر به البلاد جراء الجائحة، والجفاف… كان من المفروض أن نكون في غنى عن مثل هكذا متاعب، لكن للأسف الأعداء يعملون ليل نهار لإلحاق الضرر بالوطن الغالي، وبالتالي لابد من تضافر الجهود بين الشعب والسلطات والوقوف كرجل واحد في وجه أعداء الطبيعة والتصدي لأعداء الجزائر التي تعرف في كل محنة كيف تخرج منتصرة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.