عادوا من طوكيو بخفّي حُنين وقالت إنها ليست نهاية العالم، غريب هكذا موقف من نتائج اعتبرها الجميع كارثية كانت موضوع حديث المجتمع برياضييه ومناصريه لو لا كارثة حرائق الغابات التي أعادت ترتيب أولويات الساعة إلى حين.
كان يفترض منها أن تحلّل أسباب الفشل في العمق وتعترف بالنقائص والاختلالات وليس اعتماد ثقافة «معزة ولو طارت»، ذهنية كلفت البلاد الكثير في أكثر من مجال..
صحيح، لدينا أبطال رفعوا الراية عاليا في مواعيد عالمية مضت، لكن لا ينبغي الاختفاء وراء تلك النتائج والقول أن الأمر عادي ولا يتطلب ردود فعل كان لها أثر في إماطة اللثام عما يدور في الرياضة وفلكها، وبالخصوص ممارسات تصنف في خانة رداءة للبعض وفساد للبعض الآخر.
قريبا تستضيف بلادنا الألعاب المتوسطية، لتكون وهران محطة التحدّي، موعد يتطلب إعداد العدّة لحصد ما أمكن من ميداليات ترمز للحضور والتفوّق والمنافسة في أكثر من لعبة، تملك فيها الجزائر كفاءات ومواهب جديرة بأن تتصدر المشهد، ليس بالشعارات والأمنيات ولكن بالبذل والجهد والمثابرة والتحمّل ولنقل التضحية.
ننتظر أن يُظهر المنافسون صورة تمحي تلك البائسة التي رسمتها مشاركة طوكيو الأولى قبل أن تصحّح مشاركة ذوي الهمم المعادلة، بانتزاع انتصارات لها دلالات قوية تشير إلى أن الإرادة والجدّية أكبر بكثير من العلاوات والمنح قبل الفوز والعمل قبل القول.
إن الرياضة بأسمى معانيها وقمة قيمها أكبر من مجرد مشاركة أو رحلة وكل ما حولها من منافع شخصية أو مصالح مخفية، لذلك، يتحمل كل من حضر الوليمة جانبا من المسؤولية، وعربونها انسحاب كل من له ضلع في الفشل الرياضي والتنظيمي والاستشرافي حتى لا تتكرر المهزلة في وهران وحتى لا يبرر ذلك أيضا بأنه ليست نهاية العالم.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.