أبان الاستقبال المهين للبعثة الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة المشاركة في ألعاب البرالمبية عن عقلية سائدة في مجتمعنا تتميز بنظرة الانتقاص لهذه الفئة التي أثبتت قدرتها على ولوج مختلف مناحي الحياة بتقديم الأفضل والأحسن، تصل في بعض الأحيان الى ما يعجز عن تحقيقه حتى الأصحاء، في معادلة معقدة يصعب تكييفها مع النظرة القاصرة للمجتمع.
المقارنة بين المشاركة الجزائرية في الالعاب الأولمبية والبرالمبية يعطينا صورة واضحة عما يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة فعله لحصد الذهب، لذلك كان علينا التعود على تفوق هذه الشريحة في مجال تخصصها، لأنهم سواء كانوا رياضيين أو أكاديميين أو حرفيين، هم أفضل صورة لما تستطيعه الإرادة والعزيمة بلوغه من أهداف، وهم بمثابة الحجة الكافية لمسح الصورة النمطية الساكنة في الـ «أنا» الجمعي للمجتمع، فغالبا ما يتخيل الواحد منا عند رؤيته أو الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة صورة كفيف يمسك بمكنسة، أوجالسا وراء «الستندار».
بالرغم من أن تجاربنا الحياتية أظهرت عجز تلك الصور في عكس حقيقة ما يفعله أصحاب الهمم من معجزات إنسانية تثبت في كل مرة أن الجسد مجرد رقم في معادلة تحقيق الحلم، لأن النجاح لا يعني أبدا جسدا، لأنه جهاز محركه الأول إرادة وعزيمة رفضت الرضوخ أمام معوقات متعددة، أكبرها مجتمع لا يعترف إلا بالقوة هي عملة واحدة بوجهان اثنين هما مال ونفوذ.
الصرامة التي عومل بها كل مسؤول عن «فضيحة» استقبال البعثة الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة بإنهاء مهام الأمين العام والمدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة، خطوة مهمة في إعطاء هذه الشريحة المكانة التي تليق بهم وسط المجتمع، ودرس قاس أمام كل من يتهاون في أداء مسؤولياته على أكمل وجه.
بل هي بداية إطلاق مشروع مجتمع يتساوى أفراده في العضوية ويتفاوتون في القدرات والمؤهلات والكفاءة لأنها المعيار الأساسي لدراسة التجارب الناجحة داخله، فالفشل غالبا ما يكون مرتبطا بعدم تحكم الشخص بمشاعره السلبية التي تولد داخله طاقة مدمرة تسد كل منافذ النور إلى روحه.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.