انتقل رئيس الجمهورية السابق، عبد العزيز بوتفليقة، إلى رحمة الله، مساء أمس الجمعة عن عمر ناهز 84 عاما، سنتين بعد استقالته، إثر حراك شعبي ضد ترشحه لعهدة خامسة.
وصل الراحل سدة الحكم سنة 1999 خلفا للرئيس ليامين زروال، ثم أعيد انتخابه ثلاث عهدات متتالية، على الرغم من وضعه الصحي في عهدتيه الثالثة والرابعة، إثر جلطة دماغية تعرض لها سنة 2013.
من مواليد 2 مارس 1937، دخل عبد العزيز بوتفليقة في سن مبكرة النضال من أجل القضية الوطنية، أوقف دراسته الثانوية والتحق بجيش التحرير الوطني سنة 1956 وكلف بمهمة مزدوجة كمراقب عام للولاية الخامسة سنتي 1957 و1958.
وفي سنة 1960، أوفد الرائد عبد العزيز بوتفليقة إلى الحدود الجنوبية للبلاد في “جبهة المالي”، التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان يهدف تقسيم البلاد ولتنظيم نقل الأسلحة نحو أماكن تموقع جيش التحرير الوطني انطلاقا من الجنوب و من ثمة أصبح يعرف باسم “عبد القادر المالي”.
وفي 1962، أصبح بوتفليقة نائبا بالمجلس التأسيسي وأصبح في سن الـ 25 سنة من عمره وزيرا للرياضة والشباب والسياحة لأول حكومة جزائرية مستقلة.
وفي نفس السنة، عين وزيرا للشؤون الخارجية، وقد تم تعيينه مجددا كوزير للشؤون الخارجية، إذ نشط الراحل الى غاية 1979 العمل الدبلوماسي للجزائر, بقيادة الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين الذي بادر بسياسة الدفاع عن دول العالم الثالث واستكمال الحركات التحررية.
وقاد بوتفليقة لأكثر من عقد، السياسة الخارجية.
وبعد أن انتخب بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأمم المتحدة سنة 1974، نجح بوتفليقة خلال عهدته في إقصاء جنوب إفريقيا، بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك، ومكن الفقيد ياسر عرفات زعيم حركة التحرير الفلسطينية من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بعدوفاة الرئيس هواري بومدين عام 1978، اختار بوتفليقة المنفى. ثم عاد إلى الجزائر من جديد سنة 1987 ليكون أحد الأعضاء الموقعين على “وثيقة الـ18″، التي أعقبت أحداث 5 أكتوبر 1988.
في ديسمبر 1998، أعلن قراره الترشح مستقلا للانتخابات الرئاسية المبكرة في أفريل 1999، وانتخب رئيسا للجمهورية في 15 أفريل 1999.
عمل بوتفليقة على استعادة السلم والاستقرار، بالوئام المدني، المكرس، في 16 سبتمبر 1999 عبر استفتاء حصل على أكثر من 98 بالمائة من الأصوات المؤيدة.
وشكل الوئام المدني نقطة انطلاق لسياسة “المصالحة الوطنية” التي أدت في سبتمبر 2005، إلى اعتماد ميثاق للمصالحة الوطنية من خلال استفتاء شعبي زكاه 80 بالمائة من الجزائريين.
بعد ترشحه لأربع عهدات متتالية ، اضطر الراحل بوتفليقة إلى الا ستقالة بعد حراك شعبي رفض عهدة خامسة.