في وقت تعرف فيه بعض المواد الاستهلاكية في بلادنا ارتفاعا محسوسا في الأسعار، لا سيما فيما يخص البقوليات والخضر والفواكه، وإن كان هذا الارتفاع الذي شمل معظم المواد الغذائية الاستهلاكية، تقريبا، مبررا في بعض المواد، فإنه غير مبررا إطلاقا في مواد أخرى، باعتبار انها تنتج وتصنع محليا وإلا كيف نفسر ذلك؟
اختلفت التفسيرات وتعددت التبريرات، فهناك من ربطها بالركود الذي مس الاقتصاد العالمي نتيجة جائحة كورونا التي ضربت معظم اقتصاديات دول العالم، وهناك من فسرها بتضاعف سعر الشحن العالمي لتلك السلع، في حين هناك من أرجع هذه الزيادة في أسعار هذه المواد، خاصة مادة البطاطا، إلى المضاربة الممنهجة من قبل أشباه التجار.
وإن تعدّدت التفسيرات واختلفت التبريرات، فإن معظمها منطقي. صحيح أن جائحة كورونا أثرت على معظم اقتصاديات الدول، بما فيها الدول المتقدمة، لكن هناك بعض الزيادات في أسعار بعض المواد الاستهلاكية في بلادنا لا يتقبلها المنطق وليست لها تبريرات إطلاقا، كما هو الحال مع الخضر وخاصة مادة البطاطا. فمن غير المنطقي أن يصل سعرها إلى 100 دج للكيلوغرام الواحد في بلد من المفروض يكون مصدرا لهذه المادة ولغيرها من الخضر والفواكه، كيف لا وأرضه تصلح للزراعة بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها.
ثم ماذا عن الدجاج؟ لماذا هذا الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم البيضاء؟ هل تربية الدواجن تتطلب تكنولوجيا عالية؟ أهذا استغلال أم استغباء أم ماذا؟
من غير المعقول ومن غير المنطقي أن يصل سعر الدجاج في بلادنا إلى 500دج للكيلوغرام الواحد. بعد أن كانت الدجاجة كلها تقدر بـ500دج! نحن لسنا مختصين في هذا المجال، لكن يمكننا أن نشرح ما معنى تربية الدواجن وما يحتاجه المربي من الصيصان إلى الأعلاف… الخ، فصحيح أن سعر الأعلاف ارتفع، لكن ليس الى الدرجة التي يصل فيها سعر الدجاج إلى 500دج للكيلوغرام الواحد في السوق.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.