«يالمزوّق من برا واش حالك من الدّاخل»، مقولة شهيرة بالعامية عندنا تطلق عادة على الأشياء التي تبدو في ظاهرها في حلة جميلة، لكن باطنها يندى له الجبين.
اليوم، يصح إسقاط هذه المقولة على حافلات نقل الطلبة (ما يشاع عند الطلبة بالكوس)، كيف لا ونحن في بداية الدخول الجامعي الجديد، وبعد أكثر من 3 أشهر عطلة وهذه الحافلات راكنة في مستودعات فامتلأت بالغبار ونسيج العنكبوت، ثم يتم إخراجها مباشرة لنقل الطلبة، وهي في حلتها التي اكتستها منذ ثلاثة أشهر!.
هنا وجب علينا إشهار البطاقة الحمراء في وجه الديوان الوطني للخدمات الجامعية، وبالضبط على القائمين على النقل الجامعي فيه، إنه لمن غير المنطقي وغير المعقول إهانة وإذلال الطلبة بهذه الصورة المشينة، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على الإهمال وسوء التسيير وقلة الاحترام وغياب المهنية، بل وغياب الضمير…
وا أسفاه! إخراج حافلات كلفت الدولة الجزائرية الملايير من مستودعات وهي مدهونة بالغبار في صورة مذلة لأهل العلم، ثم يأتي الطلبة الجامعيون صبيحة الدخول الجامعي ليمسحوا بملابسهم غبارا مكدسا على كراسي هذه الحافلات!.. من المفروض هؤلاء هم طلبة علم يجب إكرامهم والاعتناء بهم، لا إذلالهم وإهانتهم بتلويث ملابسهم بغبار حافلات، من يراها للمرة الأولى يقول إنها خرجت من منجم وليس مستودع.
إنه لمن المؤسف جدا لما ترى حالة الإهمال في حافلات النقل الجامعي من دون رقيب ولا حسيب، والسؤال هنا يطرح أين هو الديوان الوطني للخدمات الجامعية ومديرياته الفرعية المختلفة؟ وما الذي يمنع الخدمات الجامعية من تكليف بعض موظفي قطاع بتنظيف هذه الحافلات قبل إخراجها لنقل الطلبة؟ ثم ما الذي يعيق هذا الديوان تشكيل لجان مراقبة تسهر على مثل هكذا أشياء؟
إذن على الديوان والوطني للخدمات الجامعية إعادة ترتيب أوراقه، فهذا مجرد مثال لا أكثر وإن كانت المسألة قد تبدو بسيطة في ظاهرها للبعض، لكنها تبقى معضلة بنيوية معقدة تدل على حالة الإهمال والتسيب في هذا القطاع، كما هو الحال مع حافلات نقل (الغبار)… عفوا الطلبة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.