قال المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، نور الدين سيدي عابد، إن “الجزائر تتعرض لهجمات وحملات عدائية تستهدف هويتها ووحدتها، واستقلال قرارها”.
أوضح سيدي عابد، في كلمته في مراسم إحياء الذكرى الـ67 لثورة التحرير، أن الهجمات دليل واضح على أن الجزائر “تسير على النهج السوي وهي مصممة على الدفاع على مصالحها الحيوية وأمنها بدون هوادة، واستعادة دورها الريادي ومكانتها التي تستحقها”.
وأضاف:” الجزائر بلد يعود تاريخه لآلاف السنين، والذي لا يباهيه في ذلك إلا عدد شهدائه”.
وواصل:” تحل علينا اليوم الذكرى السابعة والستون لاندلاع ثورة التحرير المجيدة والموافقة للفاتح نوفمبر من كل سنة, لنستحضر سويا يوما حاسما في تاريخ كفاح الشعب الجزائري يخلد بطولاته وتضحياته من أجل استرجاع كرامته وسيادته”.
وبعد ان استحضر مسار الكفاح المسلح الذي اندلع في غرة نوفمبر 1954 بكتابة “بيان أول نوفمبر” الذي يعد دستور إحدى أعظم الثورا، ذكر سيدي عابد، بالعمليات والهجمات التي نفذها الثوار ضد رموز وممثلي النظام الاستعماري والتي سرعان ما تحولت بعد شهور قليلة إلى حرب تحريرية شاملة خاضها جيش التحرير واحتضنها وتبناها كل أفراد الشعب الجزائري في الريف والحضر.
وأشار هنا، إلى النشاط دبلوماسي مكثف الذي رافق الكفاح المسلح, واستمر حتى إسقاط شعار “الجزائر فرنسية “, بفضل تضحيات الملايين من الشهداء, كفاح صارم
المطلب, شعبي الطابع, ووحدوي المسعى.
وردا على مخطط المستعمر للإبقاء على الجزائر قطعة من فرنسا وعلى استفزازات المستوطنين الأوربيين, يضيف المسؤول، “خرج الشعب رافعا أعلاما جزائرية ومرددا شعارات وطنية تطالب بالحرية والاستقلال, وقامت عبر التراب الجزائري مظاهرات كبيرة وكان لها صدى في الجزائر وخارجها”.
وسجل أن الدبلوماسيين المجاهدين, “استغلوا هذه المظاهرات العارمة وما رافقها من قمع وتنكيل لشن حملة دبلوماسية وإعلامية مكثفة باتجاه الرأي العام الدولي،
كللت باعتراف الأمم المتحدة بعدالة القضية الجزائرية وحق الشعب الجزائري المشروع في تقرير مصيره”.
كما أبرز سيدي عابد, دور جيش التحرير الذي “خاض معارك عنيفة ضد الجيش الفرنسي الاستعماري, و واجهه بخطط عسكرية محكمة مكنت من إنهاكه واستنزاف قواته وتحطيم
معنوياته, وإلحاق خسائر فادحة في صفوفه”.
وقال في السياق, أن هذا جاء “بعد قناعة و إدراك بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي انطلقت فيها الثورة والتي تميزت بقلة التعداد والعتاد وعمليات التمشيط الضخمة والدورية للقوات الاستعمارية بترسانة الدمار الهائلة لخنق الثورة، ورغم بلوغ القمع البوليسي الوحشي مداه والتنكيل وبشاعة التعذيب لمواطنينا في المدن والأرياف وحشرهم في محتشدات جماعية لعزل الشعب عن جيشه”.
ووقف سيدي عابد عند الإسهام “الجبار لجاليتنا بالمهجر لاسيما في عقر دار المستعمر في العمل الثوري التحريري, وإيقاظ الوعي الوطني، وتسجيل أروع صور التضحية، والفداء من أجل استقلال الوطن، انطلاقا من سمة الوفاء للوطن، والحس الوجداني الجزائري, والضمير الوطني, التي يتحلى بهم الفرد الجزائري حيثما وجد وارتحل”.
ودعا بالمناسبة, الجالية الجزائرية للمساهمة في “المجهود الوطني, ضمن المقاربة الجديدة للدولة للتكفل بانشغالاتها وتطلعاتها، وتعزيز روابطها مع الأمة وإشراكها في الحركة التنموية الشاملة”.
وجدد المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق التأكيد على, “صيانة أمانة الشهداء”، مذكرا بأنه “في تاريخ هذه الأرض الطيبة قلاع من صخور أرداهم أسلافنا حصونا من ورق بفضل الوحدة والعمل و العزيمة”.
وأشرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, اليوم الاثنين, بمقر الوزارة بالجزائر, على مراسم إحياء الذكرى السابعة والستين (67) لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة.
وحضر المراسم, كل من الرئيس السابق لدولة موزمبيق السيد جواكيم ألبرتو شيسانو, ووزير الدولة السابق للسنغال عبد اللاي باتيلي, وسميرة نكروما, إبنة الزعيم الغاني كوامي نكروماـ وكذا مجاهدين وإطارات وموظفي وزارة الشؤون الخارجية.