تناول وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، في اجتماع مشترك مع نظيريه من تونس وليبيا، مستجدات الأوضاع في دولة ليبيا، وآخر التطورات المتعلقة بالتحضير للاستحقاقات المقبلة على الساحة الوطنية الليبية.
جاء هذا الإجتماع المشترك، اليوم الإثنين، على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى السابعة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث أجرى وزراء خارجية الجزائر، ليبيا وتونس، اجتماعا تشاوريا بالجزائر، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
ونقلت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي، الدكتورة نجلاء المنقوش، وكذا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، التهاني الحارة لقيادتي بلديهما الشقيقين إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، معبرين عن سعادتهما بمشاركة الشعب الجزائري الفعاليات المخلدة لهذه المحطة التاريخية الفارقة التي سجلت أبهى صور التضامن الفعال والأخوة الصادقة ووحدة الكفاح المشترك بين شعوب الدول الثلاث.
بدوره، أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة – يضيف البيان- عن عميق تقديره لمشاركة أشقائه ونظرائه من دولة ليبيا والجمهورية التونسية الاحتفالات المخلدة للثورة الجزائرية المجيدة.
واستذكر لعمامرة، بالمناسبة، الملاحم التي امتزجت فيها دماء الأشقاء الجزائريين والتونسيين والليبيين، خاصة أحداث ساقية سيدي يوسف ومعركة إيسين، التي شكلت عربون النضال المشترك وكرست وحدة مصير ومستقبل الشعوب المغاربية، مشيدا في هذا السياق بعمق وتميز الروابط الأخوية وبالإرادة التي تحدو قيادات الدول الثلاث لتجسيد علاقات استراتيجية قوية وواعدة.
تناول الوزراء، خلال هذا الاجتماع، مستجدات الأوضاع في دولة ليبيا بهدف التشاور وتنسيق المواقف، حيث اطلعوا على آخر التطورات المتعلقة بالتحضير للاستحقاقات المقبلة على الساحة الوطنية الليبية وكذا الجهود الرامية للدفع بالمسار الأمني-العسكري لتشجيع بوادر انفراج الأزمة وتعزيز التحسن الذي تشهده الأوضاع في هذا البلد الشقيق.
وفي هذا الإطار، أعرب الوزراء عن إشادتهم بنجاح مؤتمر استقرار ليبيا المنعقد بطرابلس يوم 21 أكتوبر المنصرم بمشاركة دولية واسعة ومتميزة، مكرسا نهجا جديدا في التعامل مع الأوضاع الليبية يقوم أساسا على مبادئ الملكية الوطنية والشراكة الفاعلة والمسؤولية المشتركة، كما عبروا عن استعدادهم لمواصلة دعمهم لهذه المبادرة وحشد الدعم الدولي اللازم لها بغية تحقيق الأهداف المرجوة منها بما ينهي صفحة الخلافات ويحفظ أمن واستقرار ليبيا وجميع دول الجوار.
فضلا عن ذلك، تبادل الوزراء وجهات النظر حول الاجتماعات المرتقبة مستقبلا حول ليبيا، خاصة مؤتمر باريس، حيث أكدوا على الدور الرئيسي الذي يجب أن تضطلع به دولة ليبيا كشريك أساسي في هذا المؤتمر، كما عبروا عن عزمهم مواصلة الجهود المشتركة بالتعاون الوثيق مع جميع دول الجوار الليبي لتمكين الأشقاء الليبيين من تجسيد أولويات هذه المرحلة الهامة عبر ضمان تحضير ونجاح الانتخابات وتوحيد المؤسسات وسحب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية والدفع بجهود المصالحة الوطنية، وفقا لمخرجات مؤتمري برلين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وفي الأخير، اتفق الوزراء الثلاث على متابعة وتكثيف التشاور والتنسيق بهذا الشأن وحول القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.