تتّجه المصالح الفلاحية بولاية الوادي لتنمية الزّراعات الإستراتجية التي أظهرت نتائج تقنية جد مرضية في أولى تجاربها الموسم الماضي.ومن الزراعات الاستراتيجية التي يراهن عليها لتحقيق الامن الغذائي، السلجم الزيتي والبنجر السكري والتريتيكال والقنطس، ومختلف أنواع الزراعات الجديدة محل التجارب.
و تتمتّع ولاية الوادي بمقدرات زراعية هامة في مجال الزراعات الإستراتيجية، ذات آفاق واعدة، يمكن أن تغيّر من معادلة الإنتاج الوطني وتحقيق الإكتفاء في عدد منها، في ظل دعم الدولة المتواصل بكل الوسائل والإمكانات المادية والبشرية للقطاع، والعمل على ترقيته وتطويره بما يتماشى مع التوجه الإقتصادي الجديد القائم على تنمية مختلف القطاعات غير النفطية، والزراعة في مقدمتها.
تنسيق متواصل
وكثّفت مصالح الفلاحة بولاية الوادي من خرجاتها الميدانية والتفقدية للمستثمرات الفلاحية سواء المتخصصة في الزراعات غير الموسمية العادية، أو تلك التي خاضت غمار إنتاج المحاصيل الإستراتيجية، حيث كان لمدير القطاع أحمد عاشور، عديد اللقاءات مع الفلاحين والمنتجين حول مسارات الإنتاج ونتائجه وظروفه، بالإضافة لانعقاد اجتماعات دورية بمقر المديرية بحضور مختلف ممثلي الهيئات الرسمية على غرار رئيس الغرفة الفلاحية وأمين الاتحاد الفلاحي والتعاونيات المعتمدة، في إطار خارطة الطريق الوطنية 2020 – 2024 المتعلقة بتوسيع الزراعات الإستراتيجية.
وتقوم مختلف أقسام مديرية الفلاحة بمتابعات ميدانية لكل الشعب الزراعية والحيوانية وتقديم النصائح والإرشادات من خلالها للفلاحين والمنتجين، مثل الخرجات الدورية الخاصة بمعاينة أمراض النخيل كآفة خنفساء وحيد القرن ومكافحتها والتوعية حولها، أو المرافقة والمتابعة الصحية البيطرية لمربي الأبقار الحلوب لتأكيد عدم إصابتها بمرض البروسيلا، ومرض اللوكوز، وإجراء فحص -IDR- لتأكيد خلوّها من مرض السل، وغيرها من المتابعات والنّشاطات التي تستهدف تحسين مردودية الإنتاج الفلاحي في شتى الشعب، بما فيها الإنتاج الحيواني.
كما برمجت ذات المصالح عمليات تحسيسية ميدانية في إطار الإرشاد والإصغاء، وحث الفلاحين على الانخراط في إنتاج هذه الشعب الإستراتيجية الجديدة التي أظهر مسارها التقني نتائج جيدة في الموسم الماضي، خاصة محاصيل السلجم الزيتي والبنجر السكري والتريتيكال، وغيرها من المنتجات المهمة التي أنهك استيرادها الإقتصاد الوطني خلال ما مضى من سنوات.
توفير المكننة
استفاد القطاع الفلاحي بولاية الوادي هذه السنة من الدعم بالمكننة الفلاحية لمختلف الزراعات، قصد تحقيق عاملي الجودة والنوعية، ما أتاح لمجال الزراعات الإستراتيجية تحديدا توفير فرص توسيع مساحاته، من خلال توفير المكننة والآلات الزراعية، وتوزيع جرارات وحصدات على الفلاحين.
وتعد المكننة الفلاحية من أبرز عوامل نجاح الزراعات ذات المساحات الواسعة، التي تتطلّب جهدا مضاعفا في بداية زراعتها وحصادها، لذلك دورها مهم جدا في قطاع الفلاحة، سيما ما ارتبط بالمستثمرات والتعاونيات الفلاحية التي تستغل مساحات شاسعة مزروعة بالمنتجات الإستراتيجية كالقمح والشعير، ومحصول التريتيكال الذي نجحت زراعته الموسم الماضي في الولاية، وقدم مردودية عالية في الهكتار الواحد، وغير ذلك من صنوف هذه الزراعات.
نجاح ليس وليد اللّحظة
نجاح الزراعة بولاية الوادي لم يكن وليد هذه السنة أو المرحلة، بل كان نتاج مجهودات جبارة بذلتها الدولة الجزائرية خلال عقدين من الزمن، توّج مختلف برامج الدعم الخماسية والمخططات السنوية القطاعية المتلاحقة، التي أبرزت هذه النتائج الباهرة في مختلف الشعب الزراعية، لاسيما منها التي حقّقت الاكتفاء الذاتي الوطني والفائض الكبير في مواسم مَضت.
نجاح الزراعة في الوادي لم يتوقف على الزراعات الغذائية فسحب، لتتعدى مستويات النجاح والإبداع للزراعات العلفية التي أعطت هي الأخرى نتائج جيدة ومردودية مرتفعة في الهكتار الواحد، ما قد ينهي عبء استيراد بعض أنواعها بأثمان مرتفعة، وانعكاس ذلك على أسعار اللحوم وتربية الدواجن، كما يحصل اليوم مع ارتفاع أسعار الديناراج، ونجاح زراعة التريتيكال العلفية خير دليل ذلك، محققا مردود 80 قنطارا في الهكتار، وكذلك توسع زراعة الذرة الصفراء في هاته الولاية، ما من شأنه وضع حد لنقص منتجات التحويل العلفية في غضون سنوات قليل، إذا ما استمرّت عملية المرافقة التنقية والتّوجه الرّسمي لدعم مثل هذه الشعب.
جدير بالذكر، أنّ ولاية الوادي تصدّرت وطنيا هذا الموسم إنتاج محصول الفول السوداني حسب الإحصائيات الرسمية، مع تسجيل إقبال الفلاحين على زراعته وخوض غمار توسيع مساحاته، في حين سجلت الطماطم الحقلية غير الموسمية بدورها نموّا مضطردا وتوسعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.