دعا الكاتب أمين الزاوي، لـ “تأنيث السلطة”، حتى يستعيد العالم متعة العمل المريح والعدالة والشفافية.
قال أمين الزاوي في حوار لموقع “فواصل” المتخصص في الشأن الثقافي، إن للمرأة الحق في الوصول إلى السلطة. وتولي مقاليد الحكم، على اعتبار أن هناك كثير من الأصوات النسوية القادرة على القيادة في كل الميادين.
وعن سبب قناعته بنجاح المرأة في تولي مقاليد السلطة، قال الزاوي: ” ببساطة ودون تفلسف، لقد جربنا الرجال في سدة الحكم وفي مركز القرار الأول فلم ينجحوا. بل الأخطر من ذلك أوصلوا البلاد إلى الكارثة والخراب، كل البلدان العربية والشمال إفريقية حكمها الرجال منذ الاستقلالات الوطنية فأفسدوا فيها”.
ورد أمين الزاوي، على من يقولون أن “المرأة ناقصة عقل ودين”. بأن “غرضهم الأول تجييش العامة والغوغاء ضدّ فكرة دخول المرأة ميدان المنافسة السياسية والعلمية بالاستناد إلى تأويل ديني خاطئ ومغرض”.
وأوضح الكاتب أن فكرة :”المرأة عاطفية وعاطفتها تسبق عقلها” فكرة خطيرة وعنصرية، يُراد من ورائها تكريس دور المرأة في الأمومة فقط. وحتى كتب المدارس تركز منذ البداية على تقديم المرأة بهذا الشكل، فهي الرحم والسهر على الطفل والخوف عليه والتأثر الشديد لما قد يتعرض له، وكأن الرجل لا علاقة له بالطفل”.
ويرى الزاوي أن “الأيديولوجيا الذكورية المناهضة للمرأة تبدأ أصلا في المدرسة. ولا يمكننا صناعة جيل جديد يحترم المرأة ككيان تاريخي يسهم في تنمية البلد إلا إذا راجعنا وبشجاعة مثل هذه القنابل المدرسية الأولى المزروعة في الكتب المدرسية والتي دمرت عقل العربي والمسلم على مدى القرون ولا تزال”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “الخطر قائم في أيديولوجية الذكورة التي تعتمد على تجنيد تاريخ طويل ومظلم من الثقافة الفاسدة. وبعض النصوص الدينية المُؤوّلة بطريقة ذكورية عنصرية لمحاربة حضور المرأة” وقال: “كل امرأة استطاعت أن تحقق مكانة في مجتمعها تتهم بالاسترجال”.
وتعتبر فكرة “الاسترجال” – حسب الزاوي – “سلاح شعبوي ذكوري ضدّ حرية المرأة في تقرير مصيرها، وحرب ضد حق المرأة في امتلاك مصيرها وجسدها ومالها، والرجل للأسف ضحية هذه الأيديولوجيا المريضة والعنصرية”.
وجدّد الكاتب، دعمه الكامل وقناعته الوحيدة، لتأنيث السلطة، خاصة وأن “كثير من الأصوات النسوية القادرة على القيادة في كل الميادين، من رئيس الدولة إلى رئيسة دائرة، ولكن المجتمع للأسف لا يسمح ولا يريد هذه الأصوات لأنها دون شك، الوحيدة التي تحمل روح التغيير الحقيقي، غير ملوثة بفساد عممه الرجال”.