الانتخابات الرئاسية الليبية ستغير المشهد السياسي بشكل جذري، إذ تبدو كل السيناريوهات محتملة منذ إعلان المفوضية العليا للانتخابات عن بداية الترشّح الأسبوع الماضي وبذلك تكون البلاد على أبواب مشهد سياسي مختلف تماما، ويتطلع أن يكون إيجابيا كما ينتظره الشارع الليبي والمجتمع الدولي الداعم لمسعى الانتخابات في موعدها المحدد.
وفي المقابل يبدو المجتمع الدولي متفائل بشكل كبير لبلوغ الأطراف الليبية لهذه المرحلة من الأزمة السياسية التي بدأت إرهاصات حلها منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق الوطني سابقا في جنيف، ورغم أن تصاعد حدّة المنافسة في مضمار الترشح للرئاسيات يثير الكثير من التساؤلات عن مستقبل العملية السياسية، لكن يمكن تفسير ذلك بأن لعبة المنافسة وحرص المرشحين على الفوز يشعل الأجواء بدافع حب الفوز.
مرحلة فارقة تمرّ ليبيا، فبعد سنوات طويلة من الانتظار، يمكنها إجراء الانتخابات أخيرا وإنهاء صراع طويل إلا أن باب المفاجآت وارد ومن المبكر التنبؤ بمستقبل الوضع الراهن، لاسيما وأن القوانين المنظمة للانتخابات لم تحسم بشكل واضح في بعض النقاط الخلافية وهو ما زاد من مستوى التنافس بعد إعلان شخصيات سياسية بارزة ترشحها بشكل مفاجئ، في انتظار إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ترشحه الذي قد يكون في اللحظات الأخيرة من الوقت المحدّد للترشيحات.
الليبيون ورغم وجود خلاف حول قوانين الانتخابات والخروج الكامل للمرتزقة من كافة الأراضي الليبية في مواجهة العديد من الخيارات، إلا أنهم يرون في الموعد الانتخابي فرصة للتغيير والحفاظ على الاستقرار لاسيما اتفاق وقف إطلاق النار وهم بذلك يؤكدون جنوحهم للسلم واغتنام الفرصة حتى لا تضيع منهم مرة أخرى واستعادة أمن واستقرار بلادهم التي عانت طويلا.