حذر وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أثناء تفشي جائحة كوفيد-19، وأشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى الانتشار السريع لمقاومة مضادات الميكروبات.
قال بن بوزيد، اليوم الاثنين، خلال إشرافه على يوم إعلامي إحياء للأسبوع العالمي للاستعمال السليم للمضادات الحيوية الذي يصادف الأسبوع ما قبل الأخير من شهر نوفمبر، إن الاحتفاء بهذا اليوم في سياق جائحة كوفيد-19 له “أهمية كبرى”، بالنظر إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات “تستدعي اللجوء إلى أدوية أكثر تكلفة وتؤدي إلى إطالة فترة المرض والعلاج والاستشفاء وتزيد التكاليف الصحية والعبء المالي على الأسر والمجتمع”.
وبعد أن أعلن عن تخصيص يوم وطني لهذه المناسبة، أوضح أن الجزائر “داومت على الاحتفاء بهذا الأسبوع، على غرار الدول الأخرى، لمواجهة هذا الخطر من خلال تأكيد التزامها بتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات”.
وأكد في هذا الإطار على أهمية “مراقبة مقاومة المضادات الحيوية مع معهد باستور كمخبر مرجعي ينبغي تعزيزه في مراقبة ومتابعة المقاومة للمضادات الميكروبية عند الحيوانات من خلال النظام الذي وضعته وزارة الفلاحة”.
واعتبر السيد بن بوزيد أن هذا اليوم يعد “فرصة لتقييم المقاومة وكذا الإعلام والتحسيس حول الاستخدام السليم لمضادات الميكروبات، خاصة المضادات الحيوية، لتعزيز الانجازات في مجال الوقاية والمراقبة”.
ويندرج أيضا -مثلما قال- “ضمن خطة العمل الوطنية التي تهدف إلى تعريف عامة الناس وكذا مهنيي الصحة البشرية والحيوانية بمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات وتحسيسهم بالعواقب الناجمة عن ذلك”.
وفي هذا السياق، أكد الوزير أن “الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية يستدعي تفعيل الاستراتيجية الوطنية بطريقة عملية في المؤسسات الصحية مع وضع اجراءات ذات أولوية من أجل التحكم في استهلاك مضادات الميكروبات، خاصة المضادات الحيوية، وكذا مقاومة البكتيريا”.
وبهدف الحصول على بيانات حول استهلاك المضادات الحيوية، أشار السيد بن بوزيد الى أن دائرته الوزارية قامت بوضع إطار تنظيمي من خلال إنشاء لجنة وطنية متعددة التخصصات مكلفة بمراقبة استهلاك مضادات الميكروبات تعمل بالتنسيق مع شبكات مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات وتشارك في المصادقة على الدليل العلاجي.
ولتحقيق الأهداف المسطرة، شدد الوزير على ضرورة “المثابرة والحرص على تنفيذ العناصر الرئيسية لخطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وترجمتها إلى إجراءات ملموسة”، داعيا إلى “وضع خارطة طريق للتدخلات الأولية مع التركيز بشكل خاص على الاستخدام السليم لمضادات الميكروبات وتعزيز التعاون المتعدد التخصصات والقطاعات للحفاظ على مضادات الميكروبات للأجيال القادمة”.
وثمن من جهة أخرى “الشراكة النوعية” القائمة في هذا المجال بين الجزائر ووكالات منظمة الأمم المتحدة بشكل عام والمنظمة العالمية للصحة بشكل خاص.