بعد انطلاق عملية التصويت عبر المكاتب المتنقلة للبدو الرحل، وقبل ساعات من موعد إجراء الانتخابات المحلية، يضع المترشحون آخر لمسات امتحان صعب لكسب ثقة مواطن كان لعقود طويلة ضحية تلاعبات وفساد إدارة محلية خضعت لمن «استولوا» على صوت الشعب لتحقيق مآرب ومصالح شخصية، كانت نتاج حسابات ضيقة لدرجة عدم اتساعها لطموحات وتطلعات المواطن البسيط.
في تصريحات لـ «الشعب ويكاند»، اتفق مختصون من أحزاب ومحللين سياسيين وأكاديميين في علم الاجتماع السياسي على صعوبة المهمة في آخر محطة من البناء المؤسساتي في الجزائر، مؤكّدين ضرورة تسلح المنتخبين المحليين بالنزاهة والصدق والإخلاص من أجل مد جسور ثقة أسقطها المال الفاسد في فترات سابقة.
وقال علال بوثلجة نائب بالمجلس الشعبي الوطني – حركة البناء الوطني – إنّ أهم ما ينتظره الناخب أو المواطن بصفة عامة من المنتخبين المحليين أن يكونوا في مستوى تطلعاتهم بالعمل على تحسين الخدمة العمومية من خلال رفع العوائق البيروقراطية وتسهيل الإجراءات الإدارية خاصة فيما تعلق بتقديم الوثائق المختلفة.
وتابع: ” ينتظر من المنتخب المحلي البقاء قريبا من المواطن للاستماع إلى انشغالاته والتكفل بها، حتى يساهم في إرساء عدالة اجتماعية من خلال توزيع الإعانات خاصة ما تعلق منها بالسكنات الاجتماعية أو السكن، إعانة رمضان ومنحة التمدرس، الكتب وكذا الإعانات الموجهة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام، الأرامل، والمسنين”.
من جانبه، يرى الأكاديمي وأستاذ علوم الإعلام والاتصال، العيد زغلامي، أنّ أهم ما ينتظره المواطن من المنتخبين هو التكفل بانشغالاته.
واعتبر أن تحسين الظروف المعيشية الاقتصادية والاجتماعية، من مواصلات، صحة، تربية وسكن، إضافة إلى إنشاء مناصب شغل أهمها لأنها أولوية الأولويات بالنسبة للمواطنين على المستوى المحلي، وكذا تقريب المواطن من البلدية من خلال حصوله على حقوقه وكل ما هو متعلق بدولة القانون والعدالة الاجتماعية، بما فيها التطور الاجتماعي والاقتصادي.
في المقابل، أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر د. إدريس عطية، أنّ أهم ما ينتظر من المنتخبين المحليين هو إعادة بناء علاقة الثقة بين الحاكم والمحكوم في كل الأطر والمستويات سواء كان على المستوى المركزي، أو الوطني أو المحلي، حيث يؤدي المسؤول المحلي دورا محوريا في تجديدها وبنائها بطرق سليمة على أساس أنّه والإدارة المحلية أول ما يتعامل معه المواطن من هيئات ومؤسسات الدولة.
على صعيد آخر، قال المختص في علم الاجتماع السياسي حسين تومي، إن الانتخابات بطبعها ومهما كان شكلها أو لونها أو موعدها أمل من الآمال التي تعطى للمواطنين، حيث يعلق عليها تطلعاته وطموحاته وحتى أحلامه.
وعليه-يضيف المتحدث- أن الانتخابات المحلية خاصة البلدية لها رباط وثيق بحياة المواطن اليومية، لأنه يرى فيها السبيل لحل مشاكله اليومية كالتهيئة الحضرية، نقص الإنارة العمومية والسكن، الغاز الطبيعي والكهرباء، تعبيد الطرقات، مد قنوات الصرف الصحي، تهيئة المدارس والهياكل الثقافية، وغيرها من الإنشاءات التي ينتظرها المواطن لترفع مستوى معيشته وتحسن من جودة حياته، في حيه وبلديته.