يتجه جزائريون إلى صناديق الاقتراع، السبت، من أجل اختيار ممثليهم في المجالس الشعبية البلدية والولائية، بعد ثلاثة أسابيع من حملة انتخابية عرّفت فيها أحزاب وقوائم مستقلة ببرامجها الانتخابية المحلية.
وتكون السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، مع موعد تنظيم رابع استحقاق انتخابي منذ تأسيسها يوم 14 سبتمبر 2019 بهدف تكريس الشفافية وتحقيق أحد مطالب الحراك الشعبي لتنظيم انتخابات في مستوى تطلعات الجزائريين.
ونظمت السلطة التي يترأسها محمد شرفي، الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر 2019 ليليها الاستفتاء على الدستور يوم 1 نوفمبر 2020، ثم الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 12 جوان 2021 لتكون الانتخابات المحلية المسبقة المقررة هذا السبت، رابع امتحان تسيرها السلطة في أقل من عامين.
وصوبت قيادات أحزاب منذ الانتخابات التشريعية، سهام الانتقاد تجاه سلطة شرفي، لأنها ساهمت بشيء من التهاون حسبهم، وكذا عدم تنظيمها لاستحقاق مهم بالشكل المناسب والذي يليق بتطلعات الجزائريين وآمال بناء الجزائر الجديدة.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية، محمد بوضياف، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، أن سلطة تنظيم الانتخابات فتية، خطت بنجاح الخطوات الأولى لها وساهمت في استكمال مؤسسات الدولة الجزائرية بعد حالة من اللا يقين عرفتها البلاد قبل حوالي سنتين.
ودعا محمد بوضياف، الجزائريين إلى ضرورة تثمين دورها والعمل على ترقيته بوصفها “لبنة أساسية في بناء المشروع الديمقراطي، فسلطة الانتخابات ينتظرها الكثير من العمل والجهد لتحوز الثقة الكاملة للمواطن، وتستكمل استقلالها بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وبخصوص تنظيمها للمحليات، أشار إلى أنه رغم الملاحظات والتحفظات التي يبديها قادة الأحزاب من هنا وهناك وفي بعض الأحيان تصل حد الاتهامات، تساهم السلطة على العموم في ضمان حالة الانتقال والسلم.
وأضاف:” الواقعية السياسية تفرض على كل القوى المشاركة في العملية السياسية أن تتفهم الوضع وتعمل على تطويره بعيدا عن ثقافة المراوحة والدفع عبر مجموع المؤسسات التي اقيمت وهما نتاج هذه السلطة وحتى القضائية لتجاوز كل تقصير وتهاون قد يحدث.