59 سنة تمُرُّ على تأسيس أول صرح إعلامي ناطق باللغة العربية في الجزائر، بعد 7 سنين حرب على مقومات الشعب الجزائري المقاوم لكل أنواع الظلم، من مستعمر فرنسي كان همه الأول تجهيل الجزائريين.
“الشعب” مؤسسة كاملة الأركان، اليوم، تسعى إلى نثر منتجاتها الإعلامية على الجزائريين عبر منصات إلكترونية عديدة ومجلات متخصصة تلبي الطلب الإعلامي لدى الرأي العام.
وهذه الملاحق الإعلامية الجديدة للمؤسسة، إضافة للمشهد الإعلامي الجزائري، وليست عبئا على الجريدة الأم “الشعب” التي لازالت “رمزا”، يعتز به كل منتسب لهذه المؤسسة الإعلامية العريقة.
“الشعب” اليوم تملك 7 مواقع إلكترونية تهتم بكل ما هو متخصص وآني في نفس الوقت، ومجلات متخصصة في التنمية والاقتصاد والثقافة والفكر والدبلوماسية والشؤون الدولية.
جزء هام من الذاكرة الوطنية
رئيس نقابة ناشري الإعلام، رياض هويلي، وفي حديث مع “الشعب أونلاين”، يقول إن”مؤسسة “الشعب” مؤسسة عريقة وتشكل جزء هاما من الذاكرة الإعلامية الوطنية”.
وذكر هويلي أن المؤسسة التي تحتفي اليوم بذكرى تأسيسها الـ59، تمكنت على مدار عقود، من ضخ مئات الصحفيين المشتغلين باللغة العربية في الساحة.
وأضاف:”كانت أيضا الرحمة الذي ولّدت عشرات العناوين الإعلامية في بداية التعددية والتي أصبحت اليوم مؤسسات قائمة بذاتها”.
وأشار المتحدث إلى أن “الشعب” قدمت الكثير للمواطن، في سياق الخدمة العمومية وقدمت الكثير أيضا للوطن.
وواصل:”رغم تراجعها في سنوات خلت لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية، لكنها عادت بقوة منذ سنة تقريبا،حيث عرفت المؤسسة إن صح التعبير إعادة التأسيس، وفق متطلبات المرحلة”.
وقال رئيس نقابة ناشري الإعلام، إن ذلك كان على مستوى مرافقة مؤسسات الدولة في عملية التحول السياسي والثقافي، أو على المستوى الإعلامي الذي يعرف بدوره تطورا متسارعا وتحولا كبيرا من الورقي إلى الرقمي.
“سياسة إنتاجية”
هويلي أكد أن مؤسسة “الشعب” انتهجت منذ أزيد من عام سياسة انتاجية تقوم على إصدار ملاحق، “الشعب ويكاند”،مجلات، ولكن وتفعيل “الشعب الرقمي أونلاين، فضلا على منتدى الشعب والتحضير لإطلاق معهد الشعب للتكوين والتدريب.
وأشار الصحفي إلى أن هذه الإستراتيجية نقلت المؤسسة من مجرد عنوان إعلامي، إلى دار للنشر والإعلام والثقافة والتكوين.
وتابع:”هي استراتيجية تحسب للقائمين على المؤسسة وعلى رأسهم الصحفي الرئيس المدير العام مصطفى هميسي، ورؤساء التحرير والأطقم المؤطرة للمؤسسة، والصحفيين الذين يتحلون باحترافية ومهنية كبيرتين،غرفوهما من إرث الشعب الكبير”.
مرجع بالجزائر
واعتبر المدير العام للمركز الدولي للصحافة، رؤوف معمري، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، “مؤسسة “الشعب” مرجعية للصحافة الناطقة باللغة العربية، لأنها أول جريدة طبعت بهذه اللغة بالجزائر قبل 59 سنة”.
وذكر معمري أن “الشعب” ساهمت في بناء الديمقراطية بالجزائر في بناء المؤسسات بشكل عام، وتعتبر مدرسة بالنسبة للصحفيين لأن أغلبيتهم يعدون من خريجي هذه المدرسة العريقة.
وأشار المتحدث إلى أن “الشعب” اليوم، تقوم بدور كبير، خاصة في الحرب الإعلامية السيبرانية ضد الجزائر، وتلعب دورا كبيرا من أجل كشف الحقائق والقضاء على الإشاعات ومجابهة الأخبار الكاذبة.
“أم وعميد الجرائد الجزائرية”
من جهته وصف الصحفي محفوظ نحناح، مؤسسة “الشعب” بأم الجرائد الوطنية، لأنها رائدة في الإعلام الورقي وغنية عن التعريف، لانتشارها في ربوع البلاد، إضافة إلى تواجدها على الساحة الاعلامية منذ الاستقلال، بسبب أنها أول جريدة ناطقة باللغة العربية في الجزائر.
وتحدث نحناح عن انفتاح المؤسسة على المجال الرقمي مواكبة التطور التكنولوجي، مع تراجع مقروئية الجرائد الورقية واكتساح الجرائد الالكترونية، وموازاة مع ظهور صحافة “الموبايل”.
يقول نحناح إن”الشعب” لم تنعزل ولم تبق على الهامش حيث أنشأت مواقع إلكترونيةتواكب الأحداث وفتحت المجال للمواطن ليطالع ويقرأ ما تنتجه المؤسسة لحظة بلحظة”.
“التحول الرقمي إيجابي”
يعتقد الصحفي عبد الله نادور، أنه يمكن للمجلة المتخصصة في الثقافة أن تحقق النجاح المستهدف من قبل مسيري المؤسسة، في حين يصعب منافسة المجلات المتخصصة محليا أو دبلوماسيا للمواقع الإلكترونية المهتمة بكل شيء.
ويرى المتحدث، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، أنه من الأفضل دعم الموقع الإلكتروني لمؤسسة الشعب، الذي “يمكنه أن يوصل الرسالة الإعلامية على أكمل وجه”.
واعتبر نادور سعي مؤسسة “الشعب” للتحول الرقمي شيء جيد وإيجابي مع الثورة الرقمية وما فرضته مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فايسبوك”، في ظل تراجع المقروئية بالنسبة للصحف الورقية.
وتابع:”هذا التحول يتماشى مع الرغبة والإرادة المعبر عنها صراحة من طرف السلطات العمومية، لمواجهة الهجمات الإعلامية الإلكترونية ضد الجزائر، تقودها بعد دول الجوار في حوض الأبيض المتوسط”.
وقال الصحفي إن “التخصصات في المواقع الالكترونية من اقتصادية، محلية، رياضية وثقافية يزيد هو الآخر من توسع المؤسسة ووصولها لأكبر عدد من القراء وفي مختلف المجالات”.
“الشعب استثناء”
ولا يختلف رأي الصحفي نبيل فرشة كثيرا في مؤسسة “الشعب”، عن رأيه سابقه، حيث يرى في تصريح “للشعب أونلاين”، أنها “ليست كغيرها من المؤسسات الإعلامية بسبب البعد التاريخي لهذه الوسيلة الإعلامية”.
وأوضح في هذه النقطة أن المؤسسة عايشت المراحل المفصلية في تاريخ الجزائر وسايرت كل المحطات بتقديم رسالة إعلامية موضوعية في إطار الخدمة العمومية.
وأشار فرشة إلى أن “الشعب” تماشت مع التطورات في الإعلام الرقمي بتطوير الأرضية الرقمية للمؤسسة، تبعا للتحولات التي تشهدها الساحة الإعلامية بطاقم شاب يشهد له بالكفاءة والمهنية”.
تطوير الأداء
من جهته يتحدث الصحفي علي قريشي، عن مؤسسة “الشعب” باعتبارها تواكب الرقمنة وتسارع أحداث العالم والبلاد. استطاعت أن تطور من أدائها بتوفير مجلات مختصة ومواقع إلكترونية وهي مشاريع تواكب مسار بناء الجزائر الجديدة.
وأضاف:”الشعب بقيت صامدة فارضة وجودها في شتى المراحل التي عاشتها البلاد، من الأحادية إلى زمن الانفتاح، وولوج عالم السمعي البصري”.
وواصل:”لازالت “الشعب” وفية لمبادئها، ولا تحيد عن الثوابت، جاعلة من المسؤولية الاجتماعية والوطنية خط أحمر والمصداقية التي نالت بها احترام الجميع ولازال نصيبها من الإسم احترام ووقار”.