شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، على أهمية و ضرورة ترقية الأداء البرلماني من أجل بلوغ التغيير المنشود و تحقيق طموحات وتطلعات الجزائريين في مسار بناء الجزائر الجديدة.
وأوضح بوغالي، خلال ترأسه لاجتماع تشاوري مع رؤساء ونواب ومقرري اللجان الدائمة بالمجلس، أن “النواب مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بترقية أدائهم البرلماني من أجل تمثيل أفضل لكل مواطن منحهم أصواتهم بغية الوصول إلى التغيير المنشود الذي يتطلع إليه الجزائريون ضمن مسعى ومسار بناء الجزائر الجديدة”.
وأضاف بأن “المسؤولية اليوم تبقى جماعية لتحقيق هذا الهدف، وعلى النواب أن يفرضوا أنفسهم في الميدان من خلال العمل وتقديم الإضافة المطلوبة، ومواجهة كل التحديات الراهنة التي تعرفها الجزائر على أكثر من صعيد”.
وأكد بوغالي أنه “سيتم تسطير برنامج دوري لعقد سلسلة لقاءات مع اللجان الدائمة بالبرلمان قصد التعرف على الصعوبات التي تواجه عمل النواب والبحث عن الحلول الممكنة لتجاوزها في أقصر الآجال”، مشيرا إلى أن “عنصر التنسيق بين هياكل المجلس سيمكن لا محالة، من خلق جو فعال وديناميكي لضمان أداء برلماني مميز”.
من جهتهم استعرض رؤساء اللجان الدائمة خلال الجلسة، جملة من الانشغالات التي تواجههم في أداء مهامهم والتي تمحورت جلها حول غياب ردود أعضاء الجهاز التنفيذي للأسئلة الشفهية التي يطرحها النواب، إضافة إلى نقص التواصل مع ذات الهيئات عندما يتعلق الأمر بورشات صياغة مراسيم تخص القطاعات التي تعنى بها بعض لجان البرلمان.
وأشار المتدخلون إلى تعطل الزيارات الميدانية لمعاينة مختلف المشاريع التي تهم لجانهم لأسباب مختلفة، مطالبين برفع سقف تلك الزيارات وبتعداد النواب المعنيين بها، وحث الهيئات التنفيذية على مشاركتهم للاطلاع على سير مختلف المشاريع المسجلة بأكثر من قطاع، فيما قال بعض المقررين أنهم لم يتمكنوا بعد من اداء مهامهم كما يجب بسبب “عراقيل إدارية”.
وفي رده على هذه الانشغالات، أكد بوغالي أنه “لا يجب التوقف عند الأعذار الواهية لتبرير ممارسات سابقة بقيت سارية المفعول إلى وقت قريب”.
وأشار إلى أن “النائب اليوم مطالب بلعب دوره كما يجب و أن يثق في نفسه”.
وأضاف بخصوص التواصل مع مختلف الهيئات الوزارية، أنه “سيعمل على إيصال انشغالات النواب بخصوص عدم الرد على الأسئلة التي يطرحونها، بغية الفصل في الملفات التي يقدمونها والوصول إلى الحلول الناجعة لها من أجل خدمة أفضل للمواطنين”.
وفيما تعلق بالزيارات الميدانية، أكد بوغالي أنه “لا مكان للحديث عن تسقيف لعدد تلك الزيارات، لكن اللجان مطالبة بتقديم بطاقات تقنية مسبقة عن الأهداف المرجوة من تلك الخرجات، و ما تم تحقيقه بعدها”، مشددا في هذا الخصوص أنه “يتعين على اللجان عدم التسرع بإطلاق وعود للمواطنين خلال الزيارات الميدانية”.
كما أوصى “بضرورة تنظيم أيام برلمانية مستقبلا شريطة أن تكون على مستوى عال من حيث المضمون و المحتوى وإشراك متدخلين من أكفاء من الجامعة الجزائرية أو حتى من خارج الوطن من أجل تقديم إضافة نوعية يمكن أن تسهم في ترقية الأداء البرلماني”.
وكشف بوغالي، في سياق ذي صلة، عن “قرار إعادة فتح المكتبة التابعة للمجلس الوطني الشعبي والتي تضم 36 ألف عنوان، أمام الطلبة الجامعيين والأساتذة الباحثين”، قائلا أن “الشروط التي فرضت سابقا على الطلبة الجامعيين للولوج إلى هذا الصرح المميز قلصت من عدد المستفيدين من هذا الفضاء، وقد تم تدارك الأمر حاليا بحيث بات بإمكان الطلبة والمقبلين على نيل شهادة الدكتوراه التقرب من المكتبة والاستفادة من المراجع التي توفرها بكل سهولة”.