شهدت أغلب المقابلات الأولى من الدور الأول لدورة الكاميرون عدم تسجيل أهداف كثيرة، وكانت الندّية سيدة الموقف رغم الفارق الكبير “على الورق “ بين المنتخبات التي تسمى بـ “ الكبيرة “ والأخرى “ الصغيرة “.
لكن حقيقة الميدان عكس ذلك تماما، نتيجة التطور المعتبر الذي تشهده كرة القدم في القارة السمراء وحدوث توازن بين الفرق المرشحة وتلك التي يعتبرها المحللون غير قادرة على التنافس للوصول إلى الأدوار المتقدمة من المنافسة.
فالعمل الذي يقام على مستوى المنتخبات المشاركة أعطى دليلا على إمكانية حدوث مفاجآت واحتمال بروز إحدى المنتخبات التي لم تكن في الواجهة قبل انطلاق الدورة.
وحسب بعض التقنيين، فإنّ المنتخبات التي اعتمدت على فلسفة “ نجم الفريق هو الفريق نفسه “، أيّ بمعني أنّ اللعب الجماعي وتوظيف قدرات اللاعبين على أساس اللعب الجماعي الذكي والفعّال يعتبر الطريقة المثلى للوصول إلى مجابهة الفرق القويّة.
وهذه الرؤية تعطي انسجاما حقيقيا للفرق و« تقوّي مناعتها “ من خلال تغطية النقائص الفنية لدى اللاعبين بالتركيز على الرسم التكتيكي ومتابعة تعليمات المدرب بكل حزم، خاصة وأنّ هذه المنتخبات تعتمد على مدربين لديهم من الحنكة ما يجعلهم يقدمون الإضافة “ البسيكولوجية للاعبين للخروج بـ “ ورقة “ جدّ مقنعة في المقابلات.
كما أنّ وصول الكرة الافريقية لهذه “ الصورة “ الإيجابية سوف يعطي للمنافسة القارية بعدا مميّزا، أين أصبحت المقابلات جد متوازنة، وكل فريق يعتمد على قوته التي تسمح له الوصول إلى هدفه المسطر .. كون الرؤية المخالفة للفلسفة التي ذكرناها تؤكد أنّ “ النجوم بامكانهن تغيير مسار المقابلات وإعطاء التفوق في أية لحظة .. وبدون شك فإنّ دور “ المفاتيح “ التي تمتلكها النجوم قد تظهر بشكل بارز خلال الأدوار الفاصلة.
وكل هذه التقاط تسمح للمتتبع للدورة مشاهدة “ موزاييك “ حقيقي من المتعة الكروية في قارتنا السمراء.