أكدت الجامعة العربية، جاهزية الجزائر لاحتضان القمة المقبلة، في وقت لازال التاريخ الدقيق لانعقادها محل تشاور. ورحبت الأمانة العامة للجامعة بمبادرة لم الشمل العربي التي تقترح الدولة الجزائر كعنوان بارز للاجتماع المقبل، مشيرة إلى أن تحقيقها مرهون بنجاح الحوارات والمشاورات التمهيدية.
أنهى وفد الجامعة العربية، زيارته للجزائر بعدما وقف على استعداده الكبير، لاحتضان القمة 31، وإعادة بعث العمل العربي المشترك.وقاد الوفد، السفير حسام زكي الأمين العام المساعد ومدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
السفير زكي، وخلال ندوة صحفية، عقدها أمس، بفندق الأوراسي بالعاصمة، أوضح أن الزيارة “تقنية محضة” للوقوف على الترتيبات اللازمة التي تسبق انعقاد قمة القادة العرب في الجزائر، بعد انقطاع دام سنيتين بفعل تفشي جائحة كورونا.
وقال: “نعود بأفكار إيجابية عن استعدادات جدية وكبيرة، تقوم به اللجان التحضيرية الفرعية التي يرأسها وزراء”. فيما يرأس الوزير الأول وزير المالية اللجنة الوطنية لتحضير اجتماع القمة.
وأشاد زكي، بالإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الدولة الجزائرية، وتلك التي “ستسخرها لإتاحة خروج القمة بالشكل الذي يرضينا جميعا وخاصة يرضي الجزائر باعتبارها البلد المضيف”.
وزار وفد الجامعة العربية، المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال الذي سيحتضن القمة، واعتبر أنه “صرح يدعو للفخر لما يوفره من إمكانيات هائلة تحت تصرفنا”.
وبشأن التاريخ الدقيق لانعقاد القمة، أوضح السفير حسام زكي، “أنه محل مشاورات بين الجزائر كونها البلد المضيف والأمين العام لجامعة الدول العربية لتحديد التاريخ الذي يمكن الأغلبية الكبيرة من القادة الحضور للجزائر والمشاركة في القمة”.
وأفاد بأنه أمر يأخذ وقتا ويفصل فيه عن طريق التشاور، خاصة في ظل التطورات المرتبطة باستمرار تفشي جائحة كورونا في المنطقة العربية، كاشفا أن الموعد النهائي سيعلن عنه خلال الاجتماع الوزاري الدوري الذي سيعقد في القاهرة يوم 09 مارس المقبل، مضيفا بأن ” قد يكون بعد شهر رمضان الفضيل”.
وسيعرف في ذات الاجتماع النظر في جدول الأعمال الذي يمكن أن يرفع للقمة، مؤكدا في السياق أن مكانة القضية الفلسطينية “لم تمس” “ولم تتغير” ولازالت في صدر اهتمامات الجامعة العربية، التي تبحث بشكل مستمر عن كيفية دعم “الإخوة الفلسطينيين لتحقيق حلمهم بإقامة دولة مستقلة”.
وفي سياق آخر، رحب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بالمقاربة الجزائرية التي تضع “المصالحة العربية” أو “لم الشمل العربي” كأبرز عنوان للقمة المقبلة وقال: “إن لم الشمل العربي نعتبره أولوية بالنسبة لنا، ولكن تحقيقه ليست سهلا ويحتاج إلى تمهيد واتصالات وحوارات عديدة”.
وأضاف: “إذا توفرت هذه المعطيات فتأكد أن النتيجة ستكون إيجابية بحلول انعقاد القمة، وإذا لم يتوفر من الصعب لم الشمل كما هو مأمول”، موضحا “أن أشياء كثيرة حصلت منذ قمة تونس (2019) تتطلب تمهيدات، والجزائر لديها دبلوماسية حاضرة وعريقة للمساهمة في هذا الموضوع”.
وأكد حسام زكي، أن المأمول من قمة الجزائر “إعادة اللحمة العربية” قائلا: “نتمنى أن القادة العرب عندما يجتمعون في الجزائر ويستلهمون الروح النضالية الموجودة لديها منذ الاستقلال، أن يعكس على قرارات إيجابية يفتح صفحة تضامن رغم التعقيدات الشائكة والتحديات الإقليمية”.